٭ علي محمود حسنين قانوني ضليع كان يدير مكتباً للمحاماة في قلب السوق العربي، إلا أنه آثر السياسة على العمل القانوني، وهاجر مغاضباً إلى عاصمة الضباب، بعد أن خرج من المعتقل بسجن كوبر .. بالرغم من أنه يشغل نائباً لرئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي، إلا أنه كثير النقد لسياسة حزبه ورئيسه، إلى أن أصبح أحد أعضاء هيئة القيادة الانتقالية التي كونت مؤخراً، بعد أن أعلنت مجموعة أم دوم عن عزل رئيس الحزب محمد عثمان الميرغني . ٭ نشأته أطلق حسنين أولى صرخاته في الحياة في العام 1938م بمدينة أرقو بالولاية الشمالية، المدرسة الأولية في أرقو.. حيث تلقى تعليمه في مدرسة القولد الوسطى، وبعدها إلى مدرسة وادي سيدنا الثانوية، ثم حصل على بكالريوس القانون من جامعة الخرطوم، وامتهن القانون في العام 1963، وبعدها هاجر إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية ونال درجة الماجستير في القانون من جامعة نورث وسترن (إلينوي). ٭ دخول السياسة بدأ ممارسة العمل السياسي منذ أن كان طالباً في جامعة الخرطوم، حيث كان نائباً لرئيس الاتحاد ولدورتين متتالتين، ثم رئيساً له، كما تقلد نائب رئيس اتحاد الطلاب العالمي بحكم رئاسته لاتحاد طلاب جامعة الخرطوم، شارك في العديد من المؤتمرات والاجتماعات الطلابية في يوغندا والصين والاتحاد السوفيتي ويوغسلافيا وألمانيا الشرقية وتبوأ منصب الأمين العام لاتحاد الطلاب الأفارقة بالجامعات في الأمريكتين، وكان مقره في الولاياتالمتحدة، وكان عضواً في العديد من المنظمات ذات الأصول الأفريقية، وكان أحد المشاركين في مظاهرات النضال ضد التفرقة العنصرية، مما وفر له مقابلة العديد من رجال التحرير من أفريقيا في العام 1960. ٭ قائد ثورة من خلال تكوين شخصيته في الحزب الاتحادي الديمقراطي الذي كان هو أحد محاور التغير فيه، شارك حسنين في ثورة رمضان 1973 .. وكان أحد قادتها، كما كان عضواً في لجنة إعداد الدستور للحزب، وعضو اللجنة التنفيذية للحزب الوطني الاتحادي في العام 1967 - 1969 وفي العام 1976 كان القائد الداخلي للانتفاضة الشعبية المسلحة التي قادتها الجبهة الوطنية، واُعتقل وحوكم أمام محكمة عسكرية بالإعدام.. وخُفف الحكم للسجن، وتم إطلاق سراحه بعد عامين في أعقاب المصالحة التي لم يكن طرفاً فيها، واُنتخب مع ثلاثة آخرين بعد وفاة الشهيد حسين الهندي في يناير 1982 لقيادة الحزب الاتحادي الديمقراطي، وكان مقرراً لتلك القيادة. ٭ رقم في الاتحادي كون في العام 1982 تنظيم تجمع الشعب السوداني المكوّن من الحزب الاتحادي الديمقراطي وحزب البعث العربي الاشتراكي وحزب الأمة ومستقلين، و قاد دعوة للانتفاضة بجناحين مدني وعسكري حتى 1985، وعقب الانتفاضة 1985 انتخب رئيساً للحزب في المؤتمر العام، وقدم للحزب عدة مبادرات وأوراق من بينها مشروع القصاص الشعبي وقانون تسجيل الأحزاب.. وميثاق الدفاع عن الديمقراطية الذي وقعت عليه في نوفمبر1985 م كل القوى السياسية والقوات المسلحة، فيما عدا الجبهة القومية الإسلامية وتوحد في الحزب الوطني الاتحادي مع الحزب الاتحادي الديمقراطي عقب انقلاب الجبهة القومية الإسلامية علي السلطة في العام 1989، وفي العام 1992 انتخب رئيساً للمكتب التنفيذي للحزب الاتحادي الديمقراطي، وشارك مع زملائه في النضال ضد نظام الإنقاذ وهو أحد أهم قيادات التجمع الوطني الديمقراطي 1989- 2006 وحضر مؤتمر أسمرا من داخل السودان عام 2000 م، ورئيس مجموعة التجمع الوطني الديمقراطي لدي مفوضية الدستور بعد اتفاق القاهرة عام 2005، وقدم تعديلات جوهرية في وثيقة حقوق الإنسان اُعتمد منها 29 تعديلاً جوهرياً، وقبلها في عام 2004 اُنتخب نائباً لرئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل في مؤتمر القناطر الخيرية، وحتى حادثه الانفصال التي اعتبرهم فيها الحسن الميرغني خوارج وقال قولته الشهيرة بأنهم من (الدواعش)، وكون من مقر إقامته بلندن الجبهة الوطنية العريضة ويراها بعض المراقبين جسماً معارضاً ضعيفاً لايجد الدعم والتأييد من عناصر المعارضة الأخرى. ٭ انسان نادر استقال حسنين من البرلمان في العام 2005 بعد أن مُنع من التحدث، وكان كثير الانتقاد للنظام، وأنفق حسنين 7 سنوات من عمره في معتقلات مايو، وبعد الإطاحة بالنظام المايوي ترشح عن الحزب الوطني الاتحادي في دائرة من دوائر دنقلا، وتجاوزت سنوات اعتقاله الثلاث سنوات في حكم الانقاذ .. يقول عنه تلميذه وشريكة في مكتب المحاماة بالخرطوم المعز حضرة إنه من الشخصيات النادرة التي تتمسك بمبادئها ولا تتنازل عنها مهما كانت الأوضاع، ووصفه بالضليع في القضاء والقانون والسياسة، وقال كان قاضياً شاباً له أحكام في قضايا شهيرة في حكومة عبود، أبرزها قضية كان المتهمون فيها وزراء بالحكومة .. مشيراً إلى أنها كانت سبباً في إقالته من منصبه، لافتاً إلى أنه منع أحد الوزراء المتهمين من السفر إلى خارج البلاد للمشاركة في أحد المؤتمرات، ليعمل بعدها في مهنة المحاماة، ووصفه بالشجاع، كما أنه أكد أن حسنين لم يطلب حق اللجوء السياسي إلى الآن ويعيش على نفقته الخاصة في لندن ٭ عقل راجح ويقول القيادي بالحزب الاتحادي الديمقراطي حسن أبو سبيب إن حسنين ومنذ قدومه للحزب الاتحادي الديمقراطي، وحتى الآن صاحب عقل راجح ورجل ذو خلق وقيادي محنك وله علاقات طيبة وسط رفاقه، وحامل لهموم الوطن والحزب، وكثيراً ماكان مولانا يوكل له هموم الحزب ويستشيره في الكثير من الأمور ولا خلاف على شخصيته بين اثنين.