جسَّ الطبيبُ خافقي وقالَ لي : هلْ ها هُنا الألَمْ ؟ قُلتُ له: نعَمْ فَشقَّ بالمِشرَطِ جيبَ معطَفي وأخرَجَ القَلَمْ! ** هَزَّ الطّبيبُ رأسَهُ .. ومالَ وابتَسمْ وَقالَ لي : ليسَ سوى قَلَمْ فقُلتُ : لا يا سَيّدي هذا يَدٌ .. وَفَمْ رَصاصةٌ .. وَدَمْ وَتُهمةٌ سافِرةٌ .. تَمشي بِلا قَدَمْ ! أحمد مطر ٭ ولانملك من الأسلحة التي نشهرها ونطلقها عندما يطل فى فجرنا ظالم ..غير هذا القلم، واليوم لا نكتب به نحن، ولكن (نستلفه) والأسى يتملكنا والحزن يعتصرنا على هذه الحالة الحزينة والبائسة التي وصل إليها الوطن، نستلفه من نجوم ورموز وقادة أصليين في داخل خيمة المؤتمر الوطني، وداخل حوش الانقاذ أو على الأقل من الذين يصنعون القرار في هذا الوطن الحزين.. نستلفه ليعلم أحباؤنا وأحبتنا كيف يتفنن أبناء الإنقاذ في المساهمة والاشتراك في (ملحمة هد الانقاذ).. ٭ واليوم نذهب إلى منطقة ما كان يجب أن نحوم حولها شولة أو نقطة من تهمة، منطقة كان يجب أن تكون قدسية يحيط بها الجلال ولاتتنفس إلا الحلال.. نذهب إلى إدارة الحج والعمرة.. ومن شرفة ميدان المعركة الكلامية والتي استخدمت فيها حتى الأسلحة المحرمة، لنتفرج على ذاك السيل الكاسح والذي هو أشد صخباً واصطخاباً من سيل أبو قطاطي ذاك الذي (وكت يكسح ما يفضل شيء).. والآن انتبهوا جيداً و(اتفرجوا) ملياً، واسألوا أنفسكم هل يمكن أن يحدث هذا في أي وطن.. أو حتى في جمهوريات الموز في الكاريبي.. وتبدأ المعركة وهي إحدى معارك (ملحمة هد الانقاذ) تبدأ من البرلمان والنائب عمر دياب رئيس بعثة البرلمان الرقابية لإدارة الحج.. طالباً من ادارة الحج مدهم بكشف (نثريات) بلغت آلاف الريالات السعودية، مُنحت لمسؤولين في الحكومة، بإعتبار أن أي جهة رقابية تغادر إلى الحج لديها حوافز أسماها النائب دياب (رشوة مغلفة).. ثم يستخدم النائب دياب القنابل العنقودية أو الانشطارية ويقول: إن إدارة الحج والعمرة عرضت عليه مائة ألف ريال في (المدينة) حتى لا يفصح بمعلومات تتعلق بفساد الحج.. ويواصل دياب قائلاً بل يفجر حديثاً يلفنا بالفزع والرعب وكأننا نعيش ليس في هذا الوطن البديع والوديع بل نعيش في (ديترويت) أو (تكساس) فقد قال النائب إن صحت الواقعة إنه تلقى تهديدات بالقتل إذا تحركت شفتاه بالحديث عن (تجاوزات) إدارة الحج والعمرة.. وأبان النائب عن نسبة 01% عبارة عن خصم من الإسكان والإطعام الخاص بالحجاج، وهذه النسبة تقدر بنحو (021) مليون ريال.. نكتفي بهذا لنسأل.. نسأل الاحباب.. ألا يكفي هذا الزلزال أن يدك أي حكومة دعك من الانقاذ.. وهل تبلغ الجرأة بهؤلاء ممارسة الرشوة في المدينةالمنورة التي بها قبر أعظم من مشى على الأرض الرسول المعصوم صلوات الله وسلامه عليه.. ٭ يدهشني صمت الحكومة على هذا العبث بالوطن العظيم.