فاجأ أشرف سيد أحمد الكاردينال، رئيس نادي الهلال الجميع، باختياره كابتن هيثم مصطفى، مساعداً لمستر جيان ميشيل كافالي، المدير الفني الفرنسي الجديد للفريق الأول لكرة القدم، في الوقت الذي تنتظر فيه الجماهير البرنس لاعباً وقائداً لرفاقه من داخل أرضية الملعب، وفي الأثناء كانت الترشيحات تشير إلى عديد الأسماء الوطنية لتولي المهمة، ولم يظهر اسمه ضمنها من بعيد أو قريب..!. انتهى الميركاتو الشتوي ومضى بارداً دون أن يحمل حدثاً ساخناً أو مفاجأة كبيرة انتظرها أحباء الهلال بتوقيع نجمهم المحبوب، ولكن هيثم اختار قراره بإعلان اعتزال كرة القدم كلاعب بعد رحلة طويلة جداً، توقف خلالها 17 عاماً في محطة الهلال، صنع فيها الحدث في عديد المناسبات، ورسم على الموج الأزرق لوحات للذكرى والتأريخ، لا تسقط من جدار الذاكرة أو تتسرب بين الأصابع، ولكن كانت المفاجأة بيد الكاردينال، وتحت قبعته، في أيام للمواقف واتخاذ القرارات الخطيرة، حيث أعلن تسمية هيثم مصطفى كرار، مساعداً للمدرب، وضرب كل التوقعات بعد اجتماع غير معلن بمنزله ذات مساء شتوي بارد حملت رياحه البرنس وأعادته فارساً وأميراً على المملكة الزرقاء. وإذا كان الكاردينال قد أعلن انسحاب فريقه من جميع المنافسات التي ينظمها الإتحاد السوداني لكرة القدم، واستقدم المدرب الفرنسي الكبير «كالفالي» ومضى بمشروع الجوهرة الزرقاء نحو قبعة السماء، فإنه اتخذ القرار الأخطر والأنبل والأجمل بإعادة هيثم مصطفى لداره وأهله وعشقه، حتى ولو من الباب الآخر «التدريب»، وهو القرار الذي عجز عنه الجميع، ليتجه القائد مغفوراً له إلى المريخ في «لحظة زعل» وفقدان توازن، وهاهو الكاردينال الكبير يعيد «سيدا» إلى البيت الكبير، الذي يسع الجميع.. وبهذا يعيد النورس الجميل ليغني على صفحة الموج أغنية العشق الأبدي..! رمى الكاردينال بالكرة في ملعب «سيدا» وعلى الأخير أن يركلها على طريقته، لينعش ذاكرة العاشقين والمتبتلين في محرابه.. وعلى هيثم أن ينسى أنه الأمير كلاعب، ويتعامل مع اللاعبين بعيداً عن عقدة النجومية «فليس كلاعب ناجح هو مدرب ناجح»..؟ ودونك دييغو مارادونا، النجم الأرجنتيني، الأسطورة التأريخية لكرة القدم، ودونغا البرازيلي، ميشيل بلاتيني الفرنسي، وماركو فان باستن الفتى الطائر الهولندي، الذي فشل مع الطواحين، وهناك الأسطورة البلغارى هريستو شتوشيكوف، هداف مونديال 1994 بعد اعتزاله كرة القدم، عقب فترة من التألق مع برشلونة، انتقل إلى عالم التدريب وقال فى بداية مسيرته إنه «لا يؤمن كثيرًا أن الخطط التدريبية تجلب الفوز» وأخفق أخيراً.. وعربياً ضاع درهم الحظ على أحمد راضي العراقي، الذي يقال له «أحمد راضي الكل عنك راضي» ولا ننسى النجم المصري الكبير محمود الخطيب.. وهنا في السودان نصرالدين عباس جكسا، محمد حسين كسلا وغيرهم..! على مدربنا الجديد أن يفكر بطريقة مختلفة لبناء شخصية تدريبية بعيداً عن شخصيته كلاعب، وأن يصنع نجومية جديدة في منحنى مختلف من رحلته على أسفلت كرة القدم.. وعليه أن يكون مهيأً للضغوط والإنتقادات وصافرات الإستهجان.. وقبل ذلك الوقوف على خط الملعب بعيداً عن ساحرته الأميرة «كرة القدم»..!