المرأة الناجحة عنوان لأسرة واعية وقفت إلى جانبها ومنحتها شهادة الثقة والاحترام وعلمتها معنى المهارات الفردية المفضية للإبداع وأمنت على دورها وقدرتها على العطاء بكل أنواعه لخلق استقرار مجتمع كامل يرتكز على دعامات الثقة والنجاح في شتى المجالات بجانب اهتمامها بشؤون أسرتها الكبيرة حتى قبل الزواج وتحمل المسؤولية. وتنجح المرأة نجاحاً كبيراً متى ما وجدت الحب والتقدير فتعطي ثماراً ناضجة تؤتي أكلها مرتين على نفسها ومجتمعها. الآن دور المرأة في الحياة العامة صار لا تخطئه عين في مختلف مناحي الحياة ومناشطها ومتطلباتها، هناك سؤال لا يأتي من فراغ هو لماذا يخاف بعض الرجال من المرأة الناجحة ويتجنبونها، لست أدري مع أنهم شقائقها في أي شيء، بل ويقوم هذا الكون على أصل وجودهما جنباً إلى جنب، أي المرأة والرجل على الرغم من إثبات ذاتها لتصبح سفيرة ووزيرة ودكتورة حتى رائدة فضاء وخبيرة في مجال تخصصها، هناك رجال ينظرون إلى هذا النجاح نظرة سالبة ضيقة وهناك أسر تعتز وتفتخر بنجاح بناتها وتزهو به مفاخرة وشرفاً، وهناك أسر ما زالت تتعامل مع نجاح المرأة بفتور وعدم مبالاة ولديهم مبررات من وجهة نظرهم على رأسها الزواج كخطوة أولى قبل أي مشروع تعليمي أو عملي، فإن لم تتزوج فشلت حتى وإن ناطحت الثريا نجاحاً، نجد أن هناك أزواجاً يتعاملون مع نجاح زوجاتهم في مجال أعمالهن بحب واحترام وتشجيع معنوي متواصل والثناء على تفوقها، بل يقف إلى جانبها فكرياً وعاطفياً مكملاً إطار لوحة جميلة لنجاح مشترك، ويساعدها ويتقاسم معها أعباء الحياة حتى المنزلية أسوة برسولنا الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم، مما ينعكس إيجاباً على الأسرة كاملة نتيجة الوعي والفهم العميق. للأسف نجد بعض الأزواج يحاربون نجاح زوجاتهم مستغلين خبرتهم الخبيثة في الإحباط واليأس مثبطين همتها ودرء آثار الأجواء الصحية لإحلال الفشل والانكفاء على الذات، فقط حتى لا تكون أحسن منه، لأنه «هو الراجل وهي المرة وكان بقت فاس ما بتقطع الراس»، وهذا لعمري تفكير مريض مرده إلى نقص في تركيبة الرجل وعدم قدرته على المشاركة بفاعلية في المجتمع الذي هو أحد أركانه الرئسية، مع أننا في القرن الحادي والعشرين ومع تطور الإنسان فكرياً واجتماعياً واقتصادياً...الخ.. إلا أننا نجد هناك رجالاً ما زالت عقولهم مختلفة خاوية على عروشها إلا من قبيح الفعل والقول شفاهم الله وعافاهم. ٭ سوسنة يقولون وراء كل رجل عظيم امرأة.. وأقول أمام كل امرأة ناجحة رجل مثلها.