بإعلان المملكة العربية السعودية تشكيل تحالف عسكري إسلامي والذي يضم (34) دولة لمحاربة الإرهاب الصادر من المملكة سيكون مقره العاصمة السعودية الرياض، ومن هنا سيتم تأسيس مركز بعمليات مشتركة من قبل الدولة المتحالفة لمحاربة الإرهاب، ويضم التحالف الجديد غالبية مجلس التعاون الخليجي والدول الإسلامية من آسيا وكذلك الدول الإسلامية من أفريقيا. وهناك عشر دول إسلامية أخرى أبدت تأييدها للتحالف أبرزها أندونيسيا في حين استثنى منه إيران والعراق. إذا نظرنا إلى هذا التحالف نجد أن أهدافه الرئيسية هي داعش وتنظيم القاعدة، وفرع القاعدة في بلاد المغرب وجماعة بوكو حرام ومنظمات أخرى تحمل نفس الفكر والأسلوب، الأهم في هذا التحالف الآلية التي يواجه بها الإرهاب ليست الآلية العسكرية ولا الإعلامية لكن الأهم الآلية الفكرية والإعلام في اعتقادي أن الآلية الفكرية هي الأنجع للقضاء على الإرهاب والخلاص منه تماماً. والسبب إذا أعتمد التحالف على الآلية العسكرية وحتى إن تمكن من محاربة داعش وانتصر عليها لكن ستقوم دواعش أخرى ومنظمات إرهابية أخرى تحمل نفس الفكر الخاطيء للدين الإسلامي، والناظر إلى الواقع الآن ورغم فجاعة المشهد إلا أن رب ضارة نافعة. فلعل قد آن الأوان لكشف الغطاء عن الدين الإسلامي الموروث الذي يقدم معتنقيه إلى العام بصفتهم الأكثر إرهاباً على وجه الأرض، ولعل ما يحدث الآن يفسح المجال لنا كمسلين للبحث عن ديننا الحق بعيداً عن التأويل الخاطيء للمجموعات الإرهابية، فجرى تحريف لمعنى الرسالة لتأخذ منحنى مختلفاً تماماً عما جاءت به، وألصقت بالرسالة الخالدة أقوال وأفعال لا أساس لها من الصحة، لذلك في اعتقادي سينجح التحالف الإسلامي العسكري إذا أولى أهمية قصوى بالآلية الفكرية فهي الخلاص من الإرهاب. وختاماً إذا كنا نؤمن بالتنزيل الحكيم كتاباً مقدساً من عند الله سبحانه وتعالى وصالح هذا الكتاب لكل مكان وزمان، علينا كمسلمين وواجب علينا أن نتبع ما جاء به ونتدبر آياته بعين اليوم ووفق الأرضية المعرفية التي نحن عليها ونضع نصب أعيننا أن الله تعالى أعلن فيه إكمال الدين وإتمام النعمة، ومن خلال كتاب الله نستخلص منه الرحمة بحيث يجدها كل أهل الأرض وبهذا نكون قد مهدنا أرضية طيبة وخصبة لأجيال قادمة تفهم المعنى الحقيقي للدين الإسلامي.