*مع إزدياد الجرائم الارهابية وتوسعها خاصة في العالم المحيط بنا وسط إدعاءات باطلة بنسبتها للاسلام والمسلمين، يزداد إهتمامنا بمحاربة الارهاب وتصحيح المفاهيم الخاطئة التي تلصق إتهام الاسلام بالارهاب زوراً وبهتاناً رغم الأفعال الارهابية التي ينفذها بعض المحسوبين إفتراء على الاسلام. *ضمن المساعي الاسلامية الحميدة لمحاربة الارهاب عقد بمدينة جدة بالمملكة العربية السعودية في خواتيم فبراير الماضي المؤتمر العالمي حول الاسلام ومحاربة الارهاب بمشاركة فاعلة من العلماء والمهتمين بالشأن الاسلامي من مختلف بقاع العالم. *المؤتمر نظمته رابطة العالم الاسلامي برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ال سعود حفظه الله، وأصدر في ختام أعماله بلاغ مكة الكرمة متضمناً خمس رسائل مهمة لمحاربة الارهاب والتطرف والغلو. *من أهم هذه الرسائل الرسالة الداعية لمراجعة المناهج التعليمية والتربوية والخطاب الديني بما يحقق نهج الوسطية والاعتدال، ومكافحة الفساد والحد من البطالة والفقر، ورعاية حقوق المواطنة وتصحيح المفاهيم الخاطئة المضللة. *الرسالة الأخرى تحض الدول الاسلامية على الاصلاح الشامل الذي يحقق العدل وسط الناس ويصون كرامتهم، ويراعي الحقوق والواجبات ويلبي تطلعات الشعوب ويحقق العيش الكريم للمواطنين، ومتطلبات الحكم الراشد، إضافة لرسائل أخرى للقائمين على أمر الاعلام، وللشباب لتجنب الفتن وموارد الفرقة والنأي عن الافراط والتفريط. *من الذين شاركوا في هذا المؤتمر العالمي الباحث الألماني في الدراسات الاسلامية مدير مركز الاسلام والقانون بجامعة فريدريك الاسكندر في ارلانغن بنورنبرج يورن تيلمان الذي قال في حوار أجري معه عقب مشاركته في المؤتمر أن الاسلام ليس دين عنف أوتعصب بدليل وجود أقليات دينية غير مسلمة تعيش في الدول الاسلامية. *تكتسب مثل هذه المؤتمرات أهمية خاصة، ليس فقط لمحاصرة ظاهرة الارهاب وإنما وهذا هو الأهم لتعزيز نهج الحوار والتواصل بين الحضارات والثقافات الذي حرضنا عليه ديننا السمح في محكم تنزيله عندما أكد سبحانه وتعالى أنه خلق العالم شعوباً وقبائل ليتعارفوا ويتعايشو ويتنافسوا على التقوى لخير البشرية جمعاء. [email protected]