أكتب هذه الزاوية قبل صدور البيان الختامي لقمة الإيقاد وإن كانت ملامحه العامة قد ظهرت لنا من خلال مشروع البيان الذي يشير بكل وضوح إلى اللمسة الأثيوبية وحكمة وخبرة رئيس الوزراء الأثيوبي السيد ملس زيناوي في امتصاص أي توترات بين شريكي السلطة في السودان .... وذلك من خلال اجتماعه الطويل مع الرئيس البشير حال وصوله والوفد المرافق له إلى العاصمة أديس أبابا، على مائدة العشاء التي كانت قاصرة عليهما مع مجموعة صغيرة لكل جانب. لقاء رئيس الوزراء الأثيوبي ميلس زيناوي بالرئيس البشير، أعقبه لقاء ثان على انفراد مع النائب الأول لرئيس الجمهورية الفريق سلفاكير ميارديت في اليوم التالي.. وتم بعد ذلك لقاء ثلاثي جمع فيه السيد ملس زيناوي الرئيس ونائبه الأول، تركز النقاش فيه على قضية أبيي تحديداً، على اعتبار أنها يمكن أن تكون بؤرة للتوتر إذا لم يتم الاتفاق على وضع نقاط يرتكز عليها حل المشكلة، وتفكك الخيوط المتشابكة. يستحق رئيس الوزراء الأثيوبي ملس زيناوي أن نحييه ونصفق له تقديراً لجهوده الجبارة لمنع أي توترات محتملة في السودان. ونقدر لأثيوبيا الدولة والشعب استضافتهما لقمة الإيقاد الاستثنائية يوم أمس للنظر في القضية السودانية ...ونقدر للشعب الأثيوبي الشقيق وقفته الشجاعة المساندة لبلادنا وللرئيس عمر حسن أحمد البشير أمام مزاعم وإدعاءات المحكمة الجنائية الدولية، ومدعيها العام لويس مورينو أوكامبو واتهاماته الباطلة في حق الرئيس البشير. ظل الاثيوبيون ومنذ صدور اتهامات ما يسمى بالجنائية الدولية يعلنون باستمرار مساندتهم ودعمهم للرئيس البشير ولشعب السودان المستهدف أصلاً بتلك الاتهامات.... وقد عشنا ورأينا وعايشنا هذه المساندة مرات عديدة ... وآخرها مساء أمس الأول عند وصول الرئيس البشير إلى العاصمة أديس أبابا ..خرج الموكب الرئاسي من المطار متجهاً إلى فندق الشيراتون حيث مقر إقامة الرئيس ومكان انعقاد القمة.. وكنا نشاهد حشود المواطنين الأثيوبيين تصطف على جانبي الطريق الذي سلكه موكب الرئيس البشير وهم يرفعون أيديهم بتحية البشير وبعضهم يحمل صوره. أثيوبيا دولة جارة وشقيقة تستحق منا كل احترام وتقدير... وهي من الدول التي اتفقت فيها إرادة الشعب مع إرادة حكومتهم في رفض مزاعم واتهامات الجنائية الباطلة. التحية لأثيوبيا ورئيس وزرائها الشجاع وللشعب الأثيوبي البطل الذي لم يستجب لتهديدات الغرب الظالمة ولم يتجاوب مع مزاعمه الباطلة... وكان استقباله للرئيس البشير أعظم وأبلغ رد على أوكامبو والجنائية ومن يقف خلفها.