في حوار أجريناه مع (أم السودانيين) الحاجة السريرة مكي الصوفي مصممة العلم، الذي رفرف لأول مرة في سارية القصر الجمهوري، رمزاً للبلاد واستقلالها من المستعمر، قالت فيه إنها لم تكن معروفة للناس حتى العام 2009، ولا أحد كان يعلم أنها من صممت العلم ، وقبل أن تزول دهشتنا من حديثها زادنا العم عبد الرحمن أحمد الجعلي مصمم علم السودان الحالي دهشة بقوله في حوار أجرته زميلتنا دعاء محمد محمود -(نشر في هذه الصحيفة)- أمس إنه لا يملك منزلاً وظل طوال حياته من (بيت إيجار لبيت إيجار). حاجة السريرة ما زالت تتحدث بفخر وإعزاز عن تكريم رئاسة الجمهورية لها، وكذلك عمنا الجعلي، ومع شكرنا للحكومة التي بادرت بالوفاء للرمزين الوطنيين بتكريمهما، إلا أننا نرى أن التكريم وحده لا يكفي، وبالأخص في حالة العم الجعلي الذي يستحق أن نوفر له مسكناً لينعم بالاستقرار مع أسرته (الرحالة) ونوفر له أيضاً ما يعينه على الحياة الكريمة، لأنه رمز وطني واسم كبير في كتاب تاريخ السودان، ولا نريد أن نقول إن الرجل لو كان لاعب كرة أو مغنياً مثلاً، لوفرت له الحكومة منزلاً وأعانته على ظروف الحياة، ولتكالبت الشركات والمؤسسات لتكريمه. أمثال الجعلي في دول أخرى ينعمون بكامل الإستقرار والرفاهية، وينظر لهم باعتبارهم من الرموز، ومن يشار إليهم بالبنان في حلهم وترحالهم . أكبرنا في الرجل صمته ورضائه بالمقسوم، لم نسمعه يشكي أو يبكي حاله كما يفعل كثيرون أقل منه اسما وأثراً، كما أكبرنا ذلك في أمنا حاجة السريرة، وهي تلوذ بالصمت لسنوات طويلة، وهي ترى وتسمع بحفلات التكريم التي أقيمت لكثيرين دون أن يذكرها أحد. الجعلي والسريرة ضربا لنا مثلاً حياً في حب الأوطان والبعد عن (الشفونية)، والصبر على ظلم ذوي القربي في الوطن، مثلما أكدا لنا هذا الحب الوطني من خلال تصميمهما للعلمين (علم السريرة الأول.. وعلم الجعلي الثاني)، والآن آن الآوان لأن تهدي الحكومة عمنا الجعلي الإستقرار والإحساس بالأمان علي أسرته بتوفير مسكن له في أرقى أحياء العاصمة، كما نتعشم أن تهدي أمنا السريرة فرصة آداء العمرة.. ونحن على ثقة أن الحكومة لن تخذلنا، وسنسمع خيراً مع تباشير ذكرى الاستقلال المجيد. خلاصة الشوف: بلادي وإن جارت عليّ عزيزة وأهلي وإن ضنوا علي كرام.. أخال أن هذا لسان حال عمنا عبد الرحمن أحمد الجعلي.