دائماً نردد نشيد العلم ومنذ صغرنا وهو محبب إلينا وتتسارع ضربات قلبنا حينما نردده، ولأنه عزيز علينا كوطننا لا بد أن نسلط الضوء على مؤلفه وملحنه، والأول هو الأستاذ المبدع أحمد محمد صالح، والثاني العقيد أحمد مرجان وهو من أبناء ولاية النيل الأبيض مدينة الكوة، وقد كان يعمل في القوات المسلحة ملحناً ويدرس الموسيقى ويعزف على آلة النفخ، أما أحمد محمد صالح فقد ولد في مدينة أم درمان سنة 1898ودرس في كلية غردون التذكارية، حيث تخرج فيها عام 1914 وعُرِف عنه ولعه بالشعر العربي والإنجليزي، حيث كان يحفظ كل ما يقع في يده من القصائد الصادرة بهاتين اللغتين، كما كان يجيد الخطابة باللغتين. عمل بالتدريس بعد تخرجه في الكلية وتدرج في السلم الوظيفي حتى ترقى إلى منصب ناظر «مدير» مدرسة ولم يتجاوز عمره الثلاثين عاماً، كما عمل موظفاً بوزارة المعارف آنذاك، وتدرج في وظائفها الإدارية حتى أصبح نائباً لمدير المعارف، وعمل أيضاً مدرساً بكلية غردون التذكارية في الخرطوم. عند استقلال السودان تم اختياره عضواً في مجلس السيادة وهو المجلس الرئاسي العالي الذي تم تشكيله ليقوم بمهام رئيس الدولة في السودان. وتقول كلمات نشيد العلم التي هي جزء من قصيدة طويلة نحاول إيرادها كاملة: نحن جند الله** جند الوطن إن دعا داعي الفداء لن نخن نتحدى الموت عند المحن** نشتري المجد بأغلى ثمن هذه الأرض لنا فليعش سوداننا ** علماً بين الأمم يا بني السودان هذا رمزكم** يحمل العبء ويحمي أرضكم أما باقي القصيدة وهو غير معتمد رسمياً في النشيد الوطني: نحن أسود الغاب أبناء الحروب** لا نهاب الموت أو نخشى الخطوب نحفظ السودان في هذي القلوب**نفتديه من شمال أو جنوب بالكفاح المُرُّ والعزم المتين** وقلوب من حديد لا تلين نهزم الشرَّ ونجلي الغاصبين** كنسورٍ الجوِّ أو أُسْد العرين ندفعُ الرّدَ ونصدُّ من عدا نردُّ من ظلم ونحمي العلم