بالأمس احتفت صحافة الخرطوم بتحالف حزب الأمة القومي بقيادة الصادق المهدي، والحزب حديث الولادة الإصلاح الآن بقيادة الإسلامي غازي صلاح الدين، وبحسب التحالف الجديد فإن الخطوات القادمة للحزبين تتجه نحو توحيد المعارضة. من قبل طرح الإمام اتفاق نداء السودان، لتكوين جبهة معارضة عريضة تجمع بين المعارضة المسلحة و المدنية، إلا أن اتفاق باريس فرق دماء المعارضة بالداخل وانقسم حولها تحالف قوى الإجماع الوطني المعارض. وظلت كل مبادرات حزب الأمة لتكوين معارضة موحدة لها لا تكلل بالنجاح، ولكن إعلان التحالف بين الأمة والإصلاح هل يتجه نحو توحيد المعارضة، وهل هو تحالف مرحلي أم تحالف إسترانيجي؟! ٭ أزمة الثقة: القيادي بالحركه الشعبية محمد يوسف المصطفى في حوار مع آخر لحظة، أكد أنه من الصعب أن تجتمع المعارضة بقيادة الإمام، بل وصف الإمام بأنه نقطة الضعف الجوهرية في اتفاق نداء السودان وسبب التفرقة. ويرى محمد يوسف أن السبب هو عدم الثقة في الصادق المهدي، الذي بالعودة إلى تاريخه «رجل ماعندو كلمة»، على حد تعبيره، ويمضي في حديثه بالقول إن الحركات لا تثق فيه، وكذلك التحالف، وإنه قد يتفق مع الحكومة و ينسف جميع الاتفاقيات دون أن يهتم لذلك، على حد زعم محمد يوسف. ٭ الآيدلوجية: أمر آخر يرى المهندس عمر الدقير نائب رئيس حزب المؤتمر السوداني في حديث مع آخرلحظه أنه سبب يجعل من الصعب توحيد المعارضة وهو أن بعض أحزاب المعارضة على خلاف آيدلوجي كبير مع الجبهة الثورية، على حد قوله، ومن المعلوم أنها الحليف الأهم لحزب الأمة القومي وأقوى كروت السيد الصادق حالياً. ٭ المواقف التاريخية: هناك من يرفض أي مبادرة تصدر عن رئيس حزب الأمة، ويعتبر أن الصادق المهدي يحاول فرض وصايته على الآخرين، وهو السبب الذي جعل أحزاباً داخل تحالف قوى الإجماع الوطني تعارض مقترح هيكلة المعارضة.. وقال الأستاذ ساطع الحاج لآخر لحظة إن حزب الإصلاح الآن ليست جزءاً من اتفاق نداء السودان ولا تحالف قوى الإجماع الوطني، واعتبر أن لقاءات غازي بالإمام في إطار العمل السياسي للسيد الصادق. فيما استبعد ساطع أن يكون هناك اتجاه للامام لتوحيد المعارضة، وقال إنه ليس من السهل الحديث عن وحدة معارضة، وأضاف بالقول إنهم بتحالف قوى الإجماع الوطني يسعون الآن لترتيب البيت من الداخل ومحاولة التوصل لاتفاق بين القوى السياسية المعارضة المنقسمة حول الحوار حالياً. الأستاذ محمد وداعة القيادي بحزب البعث يصف خطوات الإمام نحو أحزاب المعارضة بالمثابرة، ويرى أن إصراره على التوصل لقواسم مشتركة بين أحزاب المعارضة يصب في صالحها. وقال وداعة لآخرلحظة إن الحكومة تمكنت من توحيد الموالين للحوار، و في المقابل فإن التحالف بين حزب الأمة والإصلاح والانطلاق عبرهما إلى توحيد الأحزاب المعارضة الأخرى يعتبر فرصة حقيقية للتوصل إلى نتائج حول أجندة المعارضة للحوار. ورفض وداعة اعتبار جهود الوحدة صفقات حزبية خاصة، وإنما هي محاولات للاتفاق حول رؤى مشتركة قبل انطلاق المؤتمر التحضيري. ٭ وهم كبير: مراقبون سياسيون يرون أن الإمام يتجه لتكوين تحالف معارض جديد يشمل قوى حديثة وأخرى قديمة لمواجهة مرحلة مابعد الحوار الوطني، والصادق المهدي يؤمن بأن القوى المسلحة حال وصولها للسلطه ستحدث فوضى، أضف إلى انعدام الثقة بين الطرفين، وأنه لم يغلق الباب أمام المشاركة في الحوار الوطني مع الحكومة، والأمر يتطلب أن يشمل القوى الحديثة المقبولة للحكومة، و يمثل غازي صلاح الدين، أما الإصلاح الوطني بعد أن أغلق الباب أمام التواصل مع شيخه الترابي بدأ مستحيلاً لكونه غاضب، والأخير مشارك في حوار الحكومة.. ولذلك كلها مؤشرات إلى أنه تحالف مرحلي وليس بالتحالف الإستراتيجي.