الصحفي حسن مختار تبناها وأشعلها الرئيس نميري يشيد بالصحفي حسن مختار ويوجه المسؤولين لإنجاح الدورة تنظم ولاية شمال كردفان هذه الأيام الدورة المدرسية رقم (25) بمثابة اليوبيل الفضي على أول دورة أقيمت، وشهدت مدينة الأبيض أكبر طفرة حضارية في عهد الوالي أحمد هارون الذي أبدى اهتماماً فائقاً لتنظيم الدورة حتى تكون نبراساً للسالكين لبحر الدورات المدرسية، وقد تبرعت بعدد (16) كأساً بهذه المناسبة وسلمتها لحكومة شمال كردفان لتقديمها للفائزين، ولعل الكثيرون من عامة الناس لا يعرفون كيف بدأت الدورة المدرسية ومن الذي فكر فيها والأبطال الحقيقيون الذين قامت على أكتافهم هذه الدورة. ترجع وقائع هذه الدورة لعام 1974م عندما عُدت من كندا بعد أن شاركت في بطولات السباحة العالمية، وكانت الرياضة في تلك الفترة في حالة ركوض، ويومها طلب مني الصحفي ميرغني أبوشنب ونحن عابرون كوبري النيل الأبيض إلى منزله بأمبدة وقال لي يا كيجاب ما تعمل ليك حدث وضجة رياضية، فقلت له ماذا أفعل فقال لي أسبح من الشجرة حتى التلفزيون، فضحكت وقلت له ما تخليها من جبل أولياء حتى التلفزيون عشان أعمل ليك ضجة عالمية، فقال لي لو حدث هذا سيكون حديث الناس. وفعلاً خططنا لسباق جبل أولياء وأعلناه من خلال القسم الرياضي لجريدة الأيام، ويومها أعلن السباحون التحدي ضدي وقبلت التحدي، وظللنا ثلاثة أشهر نسبح على صفحات جريدة الأيام ولفتنا نظر الناس لهذا السباق الذي كان فاتحة الرياضة عامة ويومها فزت بالسباق، وتمشياً مع هذا الحدث كانت كل من الأيام والصحافة تطبع 60 ألف نسخة وقد اجتمعت إدارة جريدة الأيام وأعلنوا رفع الطبعة إلى 120 ألفاً لمواكبة هذا الحدث، وفي اليوم الثاني كانت الأيام تباع في السوق السوداء وظلت الأيام على هذا النمط حتى انتهت ثورة مايو، ثم خططنا أيضاً أنا وأبوشنب والصحفي الكبير كمال طه لسباق الدراجات من الحصاحيصا حتى الخرطوم، وشارك فيه ألف متسابق وعمل ضجة كبيرة في الوسط الرياضي ثم قلت للأخ ميرغني أبوشنب وكمال طه لماذا لا نعمل سباق مراثون للجري من جبل أولياء حتى الخرطوم لتكون الأيام قد نظمت بطولة براً وبحراً، ونجح هذا السباق وشارك فيه كل الأبطال العدائون، وأضاف نصراً جديد للقسم الرياضي بجريدة الأيام ولم نقف عند ذلك فأعلنا عن سباق للسباحة في محافظة الجزيرة من أم سنط وحتى ودمدني مسافة 30 كيلو، وأيضاً فزت به واكتسب القسم الرياضي مكانة ودعاية بصفته مفجر كل هذه البطولات، وبعد كل هذه النجاحات التي حققها القسم الرياضي تحدثت مع الأخ ميرغني أبوشنب وكمال طه وقلت لهما أنا شاهدت في كندا أن وزارة التربية والتعليم تنظم بطولة للمدارس في ولاية كويبك الكندية وكنت مشتركاً في تنظيم هذه البطولات الخاصة بسباقات السباحة، وهذه البطولة تشمل كل الألعاب ورصدت لها جوائز واحتفالات للفرق الفائزة تشهده حكومة الولاية، وأنا أقترح أن ننظم دورة للطلاب بهذا الشكل ومعي ملف كامل لدورات كندا، وبعد مشاورات وجذب ورد، وبعد دراسة الملف وافق القسم الرياضي بجريدة الأيام بتنظم دورة بطولة المدارس إلى جانب سباق للنساء من الخرطوم بحري وحتى مبنى التلفزيون، كذلك سباق للرجال العجائز فيما بعد، وبينما نحن نستعد لإعلان بطولة دورة المدارس، حدث ما لم يكن في الحسبان، تلقت جريدة الأيام خطاباً من السيد بدر الدين سليمان رئيس مجلس إدارة الأيام بإيقاف القسم الرياضي من القيام بأي سباقات، وقد أصبنا بصدمة وانتهت كل طموحاتنا وظللنا نبحث عن السبب بعد كل الذي قمنا به وما هي الأسباب التي بموجبها تم منع القسم الرياضي من إقامة السباقات، واضح أن السبب أن جريدة الأيام كانت قد وجهت الدعوة للسيد عمر الحاج موسى وزير الثقافة والشباب والرياضة لاستقبال المتسابقين وتقديم الكؤوس والهدايا، ولم تقدم الأيام الدعوة للسيد بدرالدين سليمان بصفته رئيس مجلس إدارة الأيام والرجل الثالث للاتحاد الاشتراكي، الأمر الذي أغضبه، وبعد أسبوع من هذا القرار ذهبت مع السيد إبراهيم عبد القيوم رئيس تحرير جريدة الأيام لتناول وجبة الغداء بفندق الواحة، وبالصدفة كان يجلس السيد أحمد عبد الرحمن الشيخ رئيس نادي الهلال والصحفي الكبير حسن مختار، وعندما شاهدانا طلبا منا الجلوس على طاولتهما لنتناول الغداء سوياً، وأثناء الحديث قال لي الصحفي حسن مختار كلمة لا زلت أذكرها جيداً والتي قلبت الموازين عندما قال لي يا كيجاب انت وكت الله أداك الجنحين كل يوم طائر كندا وأمريكيا وتلقط تجيب كل حاجة أديتها الأيام ياخي الصحافة دي ما تديها حاجة، مع أبوشنب وكمال طه عملتوا حاجات جميلة ونحن في الصحافة حاولنا أن نجاري الأيام وأقمنا دورة ملاكمة ولكنها لم تكن على قدر طموحنا، والسيد محمد الحسن أحمد رئيس تحرير الصحافة زعلان شديد وقال لنا الأيام الساعة السابعة صباحاً تخلص من الأكشاك والصحافة بايرة بالرغم من أن الأيام تطبع 120 ألفاً والصحافة 60 ألفاً وانتو يا ناس القسم الرياضي نايمين وما شايفين شغلكم، القسم الرياضي في الأيام تفوق عليكم. ونحن يا كيجاب حيرانين نعمل شنو عشان ما نرفع الصحافة إلى هنا، انتهى كلام حسن مختار، فقلت له يا أستاذ حسن كنا في الأيام نعد لقيام بطولة للمدارس مع بداية العام الدراسي، لكن بدر الدين سليمان أوقف الجريدة من القيام بتنظيم أي بطولة ودي فرصة كبيرة لو انت بتعملها تكون أنجزت أكبر عمل والصحافة سوف ترتفع طبعتها وتحصِّل الأيام، وشرحت له كيفية تنظيم البطولات في كندا وقلت له إن هناك ملفاً كاملاً بالأيام وأنا سوف أحضره لك وأدرسه جيداً ومشروح فيه كل شيء ما عليك إلا أن تعلن أن القسم الرياضي بالصحافة ينظم بطولة المدارس وغداً سوف أحضر لك الملف كاملاً، وقال لنا يا جماعة الحكاية دي خلوها سر بيناتنا الثلاثة، لأنو لو محمد الحسن أحمد عرف أن هذه الدورة كانت من نصيب الأيام وتبنتها الصحافة، سوف يمنعنا من القيام بها ويقول لنا دي عقاب الأيام انتو اتبنيتوها، وعاهدناه أن هذا السر مكتوم، وهنا تدخل السيد أحمد عبدالرحمن الشيخ رئيس نادي الهلال وقال له يا حسن دي فرصة العمر جاتك من الله أتبناها وأنا على استعداد أن ألعب لك مباراة باسم الهلال مع أي فريق ويكون دخلها لصالح الدورة إلى جانب تبرعي لك بمبلغ من بنك الشعب التعاوني، الأمر الذي شجع حسن مختار وقال قولته المشهورة رزقاً تكوسو ورزقاً يكوس ليك، والله الغداء دا طلعنا منه بي فائدة ثم قال له إبراهيم عبد القيوم يا حسن نحن تنازلنا ليك منها وبرضو حندعمك لأنو هذا عمل كبير ومهم بالنسبة للطلاب، وهو أول حدث في تاريخ السودان، وأنا أشكر الأخ كيجاب دائماً سبّاق لمثل هذه الأشياء، وفي اليوم التالي أعلن حسن مختار أن القسم الرياضي ينظم بطولة المدارس ووقع هذا الخبر كالصاقعة، حرك مشاعر آلاف من الطلاب في كل أنحاء السودان، وأشعل نار البطولة بقلمه حيث كتب في عموده من الركن ثلاثين حلقة عن الدورة المدرسية، وأشعل نار الحماس وظل يخطط لها ويدعمها بقلمه الذري، ولاقت هذه الفكرة قبولاً من كل القائمين على أمر الرياضة والمسؤولين وحكومة مايو، وانهالت التلفونات على القسم الرياضي يشيدون بدورة حسن مختار وتبني القسم الرياضي قيام الدورة. ٭ الرئيس نميري يتدخل بعد أن ذاعت شهرة بطولة المدارس وأصبحت حديث الناس والشغل الشاغل في كل مدارسهم وانصب الحديث حول الدورة المدرسة، يومها تدخل الرئيس نميري بعد أن علم بأهداف وصدى هذه الدورة وسط الطلاب، وبعد أن أصبحت الشغل الشاغل للطلاب بعد أن تركوا المظاهرات واتجهوا إلى ميادين الرياضة، فأصدر النميري توجيهاته لوزارة التربية والتعليم ممثلة في السيد محمد خير عثمان وزير التربية والتعليم آنذاك، وكذلك السيد وزير الشباب والرياضة والعاملين في كل الأجهزة الرياضية إلى جانب حكام المحافظات ومساعدي المحافظ للتربية والتعليم بالتنسيق لإنجاح الدورة وتشكيل لجان وترحيل الطلاب بالمجان ثم اتصل بجريدة الصحافة وهنأهم على هذا العمل الجميل وخص الصحفي حسن مختار الذي تربطه صداقة مع نميري، حيث سافر معه رحلات كثيرة وتحدث معه هاتفياً وقال له واصل وأي شيء يقف أمامك اتصل بي، ويومها عم الفرح جريدة الصحافة وانشرح صدر حسن مختار لهذا التكريم الأخوي. ٭ تكوين اللجان العليا للدورة: وفي أول خطوة إيجابية دعا السيد محمد خير عثمان وزير التربية إلى اجتماع بمكتبه يوم 1974/8/20م حضره السيد عمر صالح عيسى نائب الوزير للشباب والرياضة، السيد عبد الفتاح حمد مدير إدارة الرياضة، السيد حمدي عوض الله من إدارة الرياضة، سعد علي محمد وزارة التربية، مبارك فضل الله مجالس الآباء والمعلمين، فؤاد التوم مستشار الوزير، السيد أحمد حسن يوسف وكيل الوزارة، الصحفي حسن مختار، السيد أحمد زكي الهيئة العليا لمجلس الآباء، السيد محمد الحسن أحمد رئيس مجلس الصحافة، السيد سيد شهلابي مدير الإعلام بالولاية، محمد توم التجاني ممثل الشباب بالاتحاد الاشتراكي وأحمد محمد الحسن. وفي هذا الاجتماع تم تكوين اللجنة العليا للدورة المدرسية واختير السيد حسن أحمد يوسف وكيل وزارة التربية رئيساً للجنة، والسيد محمد توم التجاني وعبدالفتاح حمد وحمدي عوض الله وفؤاد التوم وعبدالمنعم حمدي وحسن مختار وسيد شهلابي وأحمد محمد الحسن وممثل لمجلس الآباء وممثل للمعلمين.