ولد الشيخ محمد صديق طلحة ،في العام عام 1920م بمنطقة أبودليق بشرق النيل والتحق بالخلوة في سن مبكرة وتعلم بها القرآن الكريم وأجاد القراءة والكتابة ومن ثم إلتحق بالتعليم النظامي وأكمل المدرسة الإعدادية و إلتحق بالمدرسة الأولية بشرق النيل. . وتم إختياره ناظرا لعموم قبيلة البطاحين في سن مبكرة حين كان في ال 28 من عمره ،و ذلك في العام 1948م خلفا لوالده بعد وفاته ،وتم إختياره ناظر ورئيسا لمحكمة البطاحين الأهلية ،التي تنضوي تحتها ثلاثة محاكم فرعية منتشرة بديار البطاحين ،وفق قانون الإدارة الأهلية آنذاك التي استمرت حتى إيقافها في العام 1970م وفي إنتخابات العام 1953م ،تم ترشيحه في دائرة الخرطوم شرق و كانت تضم كل قرى محلية شرق النيل بشكلها الحالي، وفاز فيها بأغلبية كاسحةليصبح عضوا ،في أول برلمان سوداني، وهو أحد نواب مذكرة السبعة الشهيرة التي تمت المطالبة فيها بتعجييل إعلان الإستقلال من داخل البرلمان وتم رفعها للحكومة -شارك بمجهود كبيرّ، في إقناع رجالات الإدارة الأهلية بالانحياز لفكرة تحقيق الاستقلال وطرد المستعمر شارك في كل برلمانات السودان إما فائزا بالأغلبية أو التزكية في أحيان كثيرة حتي عرف ب(البرلماني الذي لم يسقط أبدا) عمل نائبا لرئيس مجلس الشعب القومي ،في الفترة من1979م إلي العام 1981م.كما عمل رئيسا لمجلس ريفي بحري، وشرق النيل لعدة دورات، وكذلك مجلس منطقة شرق النيل -عمل رئيسا" لمجلس أرياف الخرطوم، تم تكليفه من قبل رئاسة الدولة عدة مرات، برئاسة لجان للصلح وفض النزاعات، نسبة لتجربته الطويلة والمتميزة في عمل الإدارة الأهلية ساهم في إنشاء عدد من المدارس بالريف، كما ظل راعيا للجهد الشعبي ،لدعم التعليم كما ظل أيضا داعما، لقضيتي تعيين أبناء الريف ضمن وظائف التعليم كمعلمين، وتشجيع الأهالي لتعليم أبنائهم . وفي العام 1/1/1983م أقيم الاحتفال الرسمي لرئاسة الجمهورية بعيد الاستقلال ،في منطقة أبودليق وشرف تلك الاحتفائية، رئيس الجمهورية وكافة السفراء والبعثات الدبلوماسية المعتمدة، لدي الخرطوم في سابقة تعد الأولى من نوعها ،في تاريخ احتفالات الاستقلال . كماقام بتكريم الزعيم الأفريقي جولس نايريري في يوم 3/نوفمبر/1974م بمنطقة أبودليق بإعتباره احد زعماء التحرير في أفريقيا ولقد شهد ذلك الاحتفال حشود جماهيرية غفيرة مما جعل الرئيس نايريري يصف ذلك اللقاء ،بأنه من أندر وأروع الاحتفالات التي شهدها في حياته، وقام الشيخ محمد نيابة عن أهل السودان بإهداء نايريري سيف مرصع بالذهب الخالص بأعتباره ضيفا على البلاد ،وكان ذلك السيف يخص جده الناظر الشيخ طلحة أهدته إياه ملكة بريطانيا ،عند افتتاح ميناء بورتسودان في العام 1910م نيابة عن زعماء العشائر في السودان. تم تكريمه من قبل الزعيم اسماعيل الأزهري والرئيس الراحل جعفر النميري ،كما وجه له الرئيس البشير دعوة خاصة في العام 1990م بإعتباره أحد الزعماء الذين خدموا الوطن وشاركوا في الاستقلال ولقد لقيت تلك الخطوات إرتياحاً واسعاً وسط عشيرته وأهل شرق النيل عموماً . وفي سباق للهجن بامدرمان الثورة على شرف زيارة الملك خالد بن عبد العزيز آل سعود وفازت بالسباق بكرة يمتلكها شيخ محمد طلحة على عدد من جمال بعض الدول العربية. وبعد الفوز سأل الأمراء العرب عن صاحب تلك البكرة فاخبروهم أنها ملك للشيخ محمد صديق طلحة فقام الملك خالد بإغراء الشيخ بالمال لشراء تلك البكرة فرفض كل الإغراءت وبعد أن فشل في إقناعه قال له سأعطيك إياها بلا مقابل هدية باسم الشعب السوداني وأصبحت قصة يضرب بها المثل في الكرم الذي اشتهر به هو وقبيلته. وأنشد أحد الشعراء مادحا إياه: سويت لك شكرتا مافي ملكا ساها وجبت خلقا قبل في الدنيا ما شفناها ضباح للإبل متل شدر التبلدي رماها خليت الكلب يكرف الكبدة ويتعداها انتقل للرفيق الأعلى في العام 1992م تاركاً خلفه تاريخ حافل بالإنجازات العالمية والمحلية،رحمه الله رحمة واسعة.