البراعة التي يتعامل بها السني محمد عثمان مع إطارات البلاستيك، وخيوط الغزل والنسيج، والتي يحيلها الى ستائر تنسجم مع الحائط، ويصبح كلاهما جزءاً مكملاً للآخر، دفعت كثيرين ليغيروا من طرق تعاملهم مع النفايات (الاسكراب) فبعد النظر الى الجماليات التي أحدثها السني، يجب أن تجد الاهتمام والعناية من المواطن والدولة، فالسني الآن أصبح من أبرع وأشهر صناع (أطقم الجلوس والطرابيز والمزهريات والستائر المصنوعة من إطارات العربات بمختلف أحجامها).. كيف تعلم هذه الصنعة وكيف برع فيها؟ السني المولود في العام 1973 عمل مع والده منذ الصغر في مهنة النجارة في مدينة مدني.. لذلك تدرب على التعامل مع لمسات الجمال والمشغولات اليدوية منذ الصغر، لكن العمل في تدوير الإطارات بدأه قبل أعوام كما قال ( تدوير الإطارات فن معروف، وأنا عني تابعت فنانين برازليين عبر الانترنت ورأيت مهاراتهم، وقدراتهم، وعندما بدأت فعلياً في امتهان هذه المهنة أصبحت ابتكر أشكالاً خاصة بي حتى لا أقع في فخ التقليد). السني يحتاج الى أدوات بسيطة يدير بها عمله (مسامير- إطارات- اسفنج وغيرها)، ويعاونه في عمله فريق يقول بأن روح المحبة تجمع بينهم.. لذلك يخرج عملهم متقناً ومميزاً، ولكل واحد دوره فهناك من يعمل في (التخريم- وآخر في التقطيع- والتجميع والطلاء) وعملهم ينتهي في زمن قياسي، لكن لابد من الدقة.. لاحظنا أن مكان عمل السني الحالي- حديقة القرشي، يمثل تحفة فنية، فهو محاط بجماليات استطاع الاستفادة من أبسط المكونات، ويجعل منها مكاناً مذهلاً ، والناظر الى المكان ولأعماله يتأكد بأنه فنان في اختيار الألوان التي تحتاج الى قدرات خاصة ودراسات، وعندما سألناه إن كان قد درس الفنون أم لا؟ فقال لا لم أدرس في كلية الفنون الجميلة والتطبيقية- كما يظن كثير من الناس الفنون.