أصدق ما يمكن أن أصف به ما يحدث في موقف جاكسون- أو كما تسميه الحكومة (كركر)- بالفوضى العارمة من قبل أصحاب الحافلات بمساندة الكمسنجية وبعض المواطنين.. وسأشرح لاحقاً كيف يساند المواطنون هؤلاء!! المشهد الأول الذي اعتدنا عليه وبصورة يومية ومملة، صف طويل من الحافلات وبالتحديد (الهايس) تقف خارج المسار المخصص لها وفي المقابل أعداد كبيرة من المواطنين، ربما ظلت مجموعة كبيرة منهم تقف لما يقارب الساعة أو يزيد، والبعض الآخر منهم نساء وأطفال وكبار سن، أعياهم الانتظار فلم يجدوا حلاً غير الجلوس على الرصيف، في انتظار أن تتعطف عليهم هذه المجموعة من الاستغلاليين والانتهازيين المشهد الثاني: يتقدم هؤلاء المواطنون نحو أصحاب الحافلات لسؤالهم (ماشي وين؟) فلا يخرج ردهم عن ثلاثة.. إما أن يقول (ما ماشي) بكل عنجهية أو يصمت تماماً رافضاً الرد وربما نزل من المركبة، وأغلق الباب بقوة واتجه الى حيث لا ندري. المشهد الثالث: المستفز حقاً تجد مجموعة من أصحاب الحافلات انهمكوا في غسل مركباتهم في الوقت الذي لايجد فيه المواطنون مركبة تقلهم الى منازلهم، كأنما الأمر لايعنيهم من قريب أو بعيد، ويجد هؤلاء متعة في إهانة المواطن والتلاعب به بل تطل من عيونهم نظرات شماتة وتشفي. المشهد الرابع: تدخل الحافلة الى الموقف بصورة مسرعة جداً ويقوم المواطنون بالركض خلفها لعدة أمتار، وعندما يتمكنون من اللحاق بها ويقول السائق (ما ماشي)، وينزل من الحافلة ومن ثم يقوم الكمساري باغلاق النوافذ، ويذهب كل منهم في اتجاه، ويبقى المواطن في حيرة من أمره المشهد الخامس: بعد أن قام السائقون بمراوغة ومماطلة المواطنين ممارسة كل اساليب الضغط والابتزاز، يظهر الكمسنجي ويبدأ بالصياح مروجاً للخط الذي ستسلكه الحافلة، ويزيد التعرفة بحيث تزيد النسبة التى يتحصل عليها فيتهافت الركاب على الحافلة غير عابئين بزيادة التعرفة، كمن لا يصدق أنه وجد مركبة تقله- وهنا مربط الفرس والغرض الأساسي من المراوغة والمماطلة- ألا وهو زيادة التعرفة. المشهد السادس: في داخل الحافلة يرفض أحد الركاب دفع الزيادة المفروضة عليه فيقوم أحدهم مقام محامي الدفاع عن السائق، بحجة أنه اشترط على الركاب منذ البداية دفع سعر معين، أو يقوم أحدهم مقام المتبرع فيدفع الزيادة التي رفضها الراكب الأول... هل وصل الحال بالمواطن الى هذه الدرجة من الضعف والتخاذل، بحيث يتنازل عن حقوقه ويسمح لهؤلاء باستغلاله.!! مشهد سابع : اتخذ الكثيرون من بعض البنايات تحت التشييد، والتي تقع في الجانب الغربي من الموقف مكاناً لقضاء الحاجة على الرغم من توفر الحمامات داخل الموقف، فأصبحت تلك البنايات مصدر للروائح الكريهة، وتوالد الذباب والحشرات، وبالقرب منها نجد أماكن لبيع الطعام، ومن كل هذا تقف الولاية موقف المتفرج، كأنما الأمر لايعنيها من المسؤول عن حسم هذه الفوضى التي تحدث في جاكسون؟ من يردع هؤلاء المتلاعبين بالمواطن؟ من يطلق الصرخة في وادي صمت ولاية الخرطوم التي اتخذت من الباعة المتجولين (الحيطة القصيرة)؟.. إشراقة الحلو