قضية السجناء المعدنين السودانيين وضعت ملف العلاقة بين الجزائروالخرطوم تحت الضوء، فكان لابد من قراءة متأنية مع سفير السودان بالجزائر عصام متولي، وحديث صريح حول ملابسات الإفراج عن سجناء السودان بالجزائر، في هذا الحوار حملت سفارة السودان بالجزائر الكثير من البشريات في مجالات الاستثمار بين البلدين، ومن هي الجهة التي حاولت إيهامنا بأن الأزمة بين الجزائروالخرطوم أبدية؟ في هذا الحوار كشف السفير عن ما دار بين الرئيس البشير ونظيره الجزائري، وكيف تم إزالة أسباب التوتر في العلاقات؟ أسئلة موضوعية وإجابات واضحة ومختصرة حول راهن العلاقات بين البلدين.. فإلى الحوار ٭ نبدأ بأسخن القضايا التي شغلت الرأي العام حالياً، السجناء المعدنين السودانيين بالجزائر هل هناك جهود دبلوماسية خلف خطوة إطلاق سراحهم؟ - بالطبع هناك جهود دبلوماسية خلف الخطوة، ولكن لزيارة الرئيس البشير الأثر الأعظم في الحصول على العفو الرئاسي عن المعدنين البالغ عددهم 238 معدن ٭ هل هناك محكومين شملهم العفو الرئاسي؟ - نعم . هناك 258 محكوماً شملهم العفو ٭ الصحف تتحدث عن 36 محكوماً آخرين بالسجون الجزائرية؟ - 35 لم يحاكموا بعد، وسنتابع إجراءات العفو عنهم .. ٭ الخطوة مؤشر لتطبيع وتبادل مصالح بين الجزائروالخرطوم؟ صحيح وسيزور الخرطوم وفد من رجال الأعمال الجزائريين في 24 من الشهر الجاري للقاء المسؤولين في وزارة الاستثمار واتحاد أصحاب العمل، للتباحث حول فرص الاستثمار المتاحة في السودان، أضف إلى ذلك أن أكبر شركات البترول (سوناطراك) بالجزائر في مجال الغاز والنفط ستأتي بغرض التباحث مع المسئولين في مجال النفط أيضاً خلال الشهر الجاري ٭ ماهي أهم مجالات الاستثمار بالسودان التي جذبت الجزائريين وجعلتهم يعدلون من موقفهم؟ - استيراد اللحوم الحية والمذبوحة، وقد أبدت الجزائر رغبة في الاستثمار والتعامل مع السودان في هذا المجال، أضف إلى ذلك الثروة السودانية من الجلود، والتي ترغب الجزائر أيضا في استيرادها واستخدامها في مجال صناعة الأحذية ومجال الطاقة الشمسية والصناعات الكهرومغناطيسية والأسمدة والمبيدات الحشرية ٭ لكن هناك فتوراً في العلاقات السودانية الجزائرية استمر لفترات طويلة ماهي الأسباب؟ - العلاقة بين السودان والجزائر قديمة وتربطهما علاقات تاريخية، ولعل أكبر الدلائل على ذلك أن التشابه بين السودانيين وسكان جنوب ووسط الجزائر أعظم دلالة على عمق الروابط، وقد دخلت الطرق الصوفية ٭ مقاطعة.. سعادة السفير تتحدث عن علاقات تاريخية، ولكننا نتحدث عن فتور دبلوماسي؟ - صحيح أن العلاقات تارة متارجحة وتارة أخرى جيدة، وفقاً لمتغيرات سياسية، إلا أنها تطورت بعد ذلك وانتعشت في الفترة بين 1999 وحتى 2003 أبان انعقاد القمة ال 35 لمنظمة الوحدة العربية ٭ ماهي موشرات الانتعاش في العلاقات بين البلدين؟ - بامكننا القول إن العلاقة بين البلدين شهدت حراكاً كبيراً في مسيرة العلاقات السودانية، وقد بلغت الزيارات بين الجزائروالخرطوم 23 زيارة رسمية للمسؤولين ٭ لم نسمع ولم نر أي انعكاسات لهذه الزيارات على أرض الواقع أو على الأقل التوقيع على اتفاقيات؟ - تم توقيع عدد من مذكرات التفاهم والمحاضر الرسمية والاتفاقيات في مجال الزراعة والطاقة والتجارة والشباب والرياضة ٭ ألا تتفق معي في أن هناك تصريحات إعلامية لعبت دوراً كبيراً في توتر العلاقة بين الجزائروالخرطوم؟ - صحيح إن بعض التصريحات الإعلامية والمقالات قد بالغت في وصف الخلاف بين البلدين، ولكن هذا الأمر قد تم تسويته خلال اللقاء بين الرئيسين المشير عمر البشير ونظيره الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، وقد تم الاتفاق على النأي عن التصريحات الإعلامية التي تعكر صفو العلاقات ٭ إذن فلقاء البشير بوتفليقة كان الحاسم لكثير من الملفات محل الخلاف بين الدولتين؟ - وأيضا حصد اللقاء الكثير من الاتفاقيات الاقتصادية والتجارية ٭ من خلال الإقامة بالجزائر هل لاحظت أوجه شبه في الثقافات بين الجزائريين والسودانيين؟ - الكثير من العادات والتقاليد والموسيقى والألحان والفنون اليدوية التقليدية تكاد تصل إلى درجة التطابق في السودان وأجزاء وسط وجنوبالجزائر، وهناك بعض الدراسات دللت على وجود علاقة بين اللغة الأمازيغية واللهجات النوبية في شمال السودان، وهناك الكثير من الكلمات المشتركه والأسماء في موجودة في اللغة الأمازيغية