عندما قلنا من قبل إن بعض المذيعات عندنا هن مجرد ديكور لتجميل الشاشة، وكثيرات لا علاقة لهن بالعمل الإعلامي، كنا صادقين للحد البعيد في ما سقناه، وبدلاً من أن يثبتن من عنينا عبر الحضور القوي وإسعاد المشاهدين، هاجمنا بعضهن، ولسان حالنا: لأن فاقد الشيء لا يعطيه. حكايات أخطاء المذيعات عبر الشاشة كثيرة وتحتاج لمجلدات لحصرها ولا أظن أن «شطحة» مذيعة قناة «أنغام الفضائية» هي الأخيرة، وإن كنا نتمنى أن تكون كذلك. المذيعة كانت تقدم حلقة خاصة عن ذكرى رحيل الفنان مصطفى سيد أحمد وبدت وكأنها وحيدة زمانها وهي تحاكي الطاؤوس في خيلائه، استعرضت «جهلها الفاضح» على المشاهدين وخاضت في بحر لا قدرة لها في السباحة فيه ولا تملك مجاديفه، وكشفت بغباء تحسد عليه عن فقرها المعلوماتي، وإلا ماذا نقول وهي تروي لنا حكايات عن أغنية «السمحة قالوا مرحلة» التي قدمها الراحل، بجهل غريب من خيالها القاصر في مثل هذه الحكايات، حدثتنا عن قصة حب بطلها صديق لمصطفى في الجامعة، وكيف أن هذا الصديق أصيب بشلل العواطف عندما تخلت عنه محبوبته، فتفاعل مصطفى معه وقام بتقديم الأغنية، وبالتأكيد هذا «الفيلم الهندي» لا يمت لحقيقة الأغنية بصلة، ولم نسمع في سيرة مصطفى أنه درس بالجامعة، لأن المعلوم عندنا أنه «رحمه الله» بعد مرحلة الثانوي عمل كمعلم، ومن بعد ذلك التحق بمعهد الموسيقى والمسرح، كما أن قصة «السمحة قالوا مرحلة» عاش فصولها المقبول الشقيق الأكبر لمصطفى، وهو شاعر متمكن، كان على علاقة بواحدة من قريباته، كانت حديث القرية ولكن لم تكلل هذه العلاقة بالنهاية السعيدة بعد أن تزوجت بغيره، وبعد الزواج وكعادة أهلنا في كثير من مناطق الجزيرة، يتم ترحيل الزوجة إلى حيث يقيم زوجها في موكب فرح من الأهل والأقارب، يحملون معها جميع أغراضها، في هذا اليوم كتب المقبول هذه القصيدة التي وقعت في يد مصطفى الذي قام بتلحينها والتغني بها. «يعني» الحكاية ليست كما روت مذيعة المذيعات التي تجهل أن مثل هذه الحلقات تعتبر توثيقاً ومرجعاً في يوم من الأيام، ونحن لا نلومها بقدر ما نلوم إدارة البرامج بالقناة التي لم تعرف قيمة مبدع بقامة مصطفى سيد أحمد فاختارت له واحدة من مذيعات «شوفوني». خلاصة الشوف: والحديث عن «أنغام» لا بد أن نقول إن لنا عودة أخرى لتناول موضوع مهرجان نجم الموسم ورحلة مصر، وهو المهرجان «البدعة» الذي فرض على المشاركين دفع مبلغ ثلاثة آلاف ومئتي جنيه «بالجديد»، للمشاركة، ليتم اختيار عشرة منهم وتسجيل أغنيات مصورة لهم بمصر، بحسب ما قالوا وسافروا. فقط «خليكم قراب» ومع أنغام «مافيش كلام».