لعب التخطيط الاستراتيجي دوراً مهماً في تنفيذ مرامي الشرطة وتحقيق الاستقرار لمنسوبيها، مما يسهم في بسط الأمن وحفظ قيم العدالة ورد المظالم والحقوق، وتجفيف منابع الجريمة. لا غرو أن الشرطة تمثل صمام الأمان ودرقة الصد، وقد انتهج القادة نهجاً حديثاً يهتم بتأهيل الكادر البشري على التقنيات والفنيات الرائدة المعمول بها في دول العالم المتقدمة، مما حسم الكثير من الجرائم الغامضة والمستحدثة.. لا بل أقامت المنشآت المجهزة بأحدث أنواع التكنلوجيا وعلى سبيل المثال لا للحصر (المختبرات الجنائية الاقليمية)، والتي تعد صرحاً عملاقاً ليس من الناحية المعمارية الرائعة فحسب، بل مما تؤديه من مهمام ذات طبيعة تخصصية فنية في أعمالها، تشترك في قواعدها العملية ونظرياتها مع العلوم التطبيقية المختلفة كالكيمياء والأحياء والفيزياء وغيرها من العلوم، وهو مختبر متطور تم تصميمه وإنشاؤه بمواصفات عالية وتزويدة بآخر ماتوصل إليه العالم في مجال أجهزة المختبرات الجنائية في مجال فحص الأسلحة والآثار الميكانيكية، وإظهار البصمة، وتخزين المعروضات، والفحوصات الكيميائية والحيوية، والتزييف والتزوير وغيرها بتقانة معلوماتية راقية يعمل بها أكثر من مئتي ضابط من حملة البكالاريوس والماجستير والدكتوراة. تنفرد الإدارة العامة للأدلة الجنائية بتقديم خدمات عديدة للجهات العدلية، وترسل إنذاراً شديد اللهجة للمجرمين بأن لا جريمة كاملة ولا حق مسلوب، وبناء على الدور الذي اضطلع به السودان في هذا المجال الأدلة الجنائية فقد اختير في العام 2011 مركزاً إقليمياً بقرار من منظمة (الايابكو) لاستخدامه كمرجعية للعمل التحليلي الجنائي في السودان ودول الجوار،المنضوية تحت مظلة (الايابكو). أن ماتقوم به الشرطة من مشروعات داعمة لمنسوبيها من مؤسسات علاجية، وإسكان وتعليم تحقيقاً للرضاء الوظيفي المستحق لكل من يعمل تحت الهدي الرباني، بحفظ قيمة العدالة، عمل غير مسبوق ولا تقليدي، بل يتم بناء على خطط مدروسة تنفذ بحرفية وهمة عالية، وإحساس شفيف يعزز من قيم الولاء ويزيد من قيمة العطاء. زاوية أخيرة: التحية لقادة الشرطة على رأسهم الفريق أول ركن عصمت عبد الرحمن وزير الداخلية، والفريق أول هاشم عثمان الحسين المديرالعام لقوات الشرطة.. أقول (عليكم تحية الرحمن تترى برحمات غواد رائحات).