أعلنت المفوضية القومية للاستفتاء تمديد فترة تسجيل الناخبين لمدة أسبوع ينتهي في السابع من ديسمبر المقبل، مما يعني أن هناك عشرة أيام تستمر خلالها عمليات التسجيل.. وكما كتبت من قبل في هذه الزاوية، فإن عملية التسجيل تعتبر أهم مرحلة، بل وأهم من التصويت الذي يعتمد في أساسه على عدد المسجلين.. وكما سعى المسؤولون والقائمون على أمر الأحزاب والقيادات السياسية والمنظمات الوطنية والأجنبية لإقناع المواطنين بأهمية التسجيل للانتخابات الماضية، عليهم الآن أن ينخرطوا وبسرعة ليلتقطوا قفاز تمديد فترة التسجيل للاستفتاء، وينتشروا بين الجنوبيين أينما وجدوا لا أقول لإقناعهم بالتسجيل، بل لإعلامهم به، وتعريفهم بأهميته، فبعض إخواننا الجنوبيين لا يعرفون عن الاستفتاء وعن تفاصيله إلا كلمتي الانفصال والوحدة، ولعل تخوف بعضهم وإحجامم عن التسجيل يكمن في أن التسجيل سيجبرهم على التصويت وبعدها يضطرون للعودة للجنوب وهم قد رتبوا أوضاعهم في الشمال وارتبطت به كل مصالحهم، ولا يرغبون في بداية حياة جديدة تكون خصماً على تعليم وصحة أبنائهم. إذن هناك حسابات لم يحسبها القائمون على أمر الاستفتاء.. ولا السياسيون الذين يقع على عاتقهم التثقيف بالمرحلة القادمة، فالاستفتاء أحد استحقاقات السلام، وتقرير المصير لابد أن يكون على قناعة تامة من أبناء الجنوب، والاستفتاء ليس منزلاً، بل هو أحد بنود اتفاقية استمرت الآن «5» سنوات، ويمكن أن نستند إليه ونقوم بتقييم المرحلة الماضية مع استصحاب المرحلة القادمة- ما قبل 9 يناير- ليصل الجميع إلى نتيجة يحدد من خلالها إجراء الاستفتاء في موعده أو تأجيله.. فتقرير المصير يحدد مستقبل بلد، إما أن يبقى موحداً أو ينفصل حتى يعمل له الجميع بقناعة تامة.. فتقرير المصير لأي شيء دائماً لا يكون بصورة مرتجلة وبالمزاج الشخصي في حياة الإنسان العادية، ناهيك عن تقرير مصير بلد بأكمله. إذن سادتي نحن نحتاج لخطوتين مهمتين، الأولى الإسراع بتوعية المواطنين الجنوبيين بالتسجيل.. والثانية تقييم التجربة «كاملة» وبدقة وبسرعة حتى يصل الجميع للغاية التي يرونها مناسبة، ويجب أن يستصحبوا معهم أن الجنوب فعلياً قد انفصل لمدة «5» سنوات، ولا تربطه بالشمال إلا الأموال التي تصرف له من وزارة المالية.