الآن نحن نواجه الإستفتاء.. الآن نحن نعيش مرحلة التسجيل.. والتسجيل يسير بصورة ضعيفة وغير مرضية.. والجميع يعلم أهمية التسجيل إلا بعض المستفيدين منه أو المعنيين بأمره.. فإنهم يتعاملون وكأن الأمر لا يهمهم ولا يعنيهم.. وفي ظني أن أسباب إحجام الناخبين الجنوبيين عن التسجيل كثيرة.. نعم كثيرة في تنوع.. فقد يكون السبب الأساسي هو جهلهم بالتسجيل وبأهميته وبتفاصيله ومآلاته، وقد يكون بعضهم يعتقد أن هذه المرحلة هي مرحلة التصويت للوحدة أو الانفصال، ولأنه يريد الوحدة ولا يرى أهمية لتقرير المصير أو التصويت، ولا يرغب في العودة للجنوب فإنه يوثر عدم التصويت أو التسجيل وكأن الأمر لا يعنيه، وهذا ما حدث للكثيرين من أبناء هذا الشعب إبان التسجيل للانتخابات، فهذه الأجيال لا تعي معنى التسجيل لا معنى ضرورته، وهذا ما كنا ندعو له التوعية بكل وسائلها، فمن لا يفهم المغزى من التسجيل لن يفهم مآلات الوحدة أو الانفصال، إذن كان يجب على القائمين على الأمر القيام بتوعية مثل هذه الشرائح وأن يوجهوا لهم الخطاب بوسائل الإعلام الأخرى التي هي أكثر تأثيراً وتخاطب المستهدفين بكل شرائحهم، والاعتماد على الإعلام المباشر والشفاهي حتى يعلموا أهمية التسجيل ليمتلكوا الحق بعد ذلك في التصويت للوحدة أو الانفصال، فأجهزة الإعلام المقروءة أو المسموعة أو المشاهدة قد لا تصل للشرائح المستهدفة، وهذا ما يجب القيام به في هذه الفترة رغم أننا كنا نتمنى أن يحدث قبلها بكثير، لكن إذا تمت الآن وفيما تبقى من أيام التسجيل ستكون مفيدة.. فالتسجيل مرحلة أهم من التصويت، فهو يحفظ للجنوبي حق الإدلاء برأيه في مصير بلد بحالها إما أن يبقى السودان موحداً.. أو أن ينفصل، ورغم أننا من دعاة الوحدة، لكن بالطبع لا أحجر على أحد إذا طالب بالانفصال، فكلا الخيارين مفتوحان وتقوم عليه عملية الاستفتاء وتقرير المصير.. ويجب على الجميع أن يعمل على إنجاح هذه المرحلة المهمة مهما كلف الأمر.