اليوبيل الماسي ذكريات وملاحم جيل توشك أن تغيب وتتوارى عن الوجود، ولكننا نبعثها من مرقدها حية ندية.. نقرع أبواب الذاكرة لرجال قادوا مسيرة التعليم الأهلي.. أم درمان قائدة للرسن وهاتفة بحب الوطن، ريادة في مجال التعليم الأهلي، الشيخ كمال حمزة الحسن أبو المعالي أعاد لنا التاريخ بوفائه وصدقه وحبه لمدينته أم درمان، بإعادة بناء المدرسة الأهلية بصورة متكاملة ليعيد لنا أياماً زاهيات، يضيء شمعة في غسق الدجى لمسيرة التعليم الأهلي، وإحياء لذكرى الرعيل الأول من رجال الأعمال والساسة والقادة موظفين وعمال تفاعلوا مع قضايا الوطن.. وبعد أن ضيق المستعمر على المتعلمين، وكان الإحساس بضرورة توسيع التعليم.. وبعد حادثة المدرسة الإرسالية الأمريكية بحضور التلاميذ المسلمين دروس الديانة المسيحية، حينها خرجت أم ردمان قادة وساسة وتجار ومعلمين ومشايخ طرق صوفية، حيث خطب فيهم الشيخ إسماعيل الأزهري مفتي السودان الرئيس الفخري تأسيس المدرسة الأهلية، ليحس مواطنو أم درمان ببناء المدرسة الأهلية هنا أنشد الشاعر يوسف مصطفى التني القصيدة الوطنية: في الفؤاد ترعاه العناية ما بخش مدرسة المبشر.. عندي معهد وطني العزيز فتحت التبرعات، وتبرعت حرم البكباشي محمد نور بسوار من الذهب الخالص دعماً للمدرسة، كما تبرع بمنزله ليكون مقراً للمدرسة الأهلية شرق سوق أم درمان، عندما منحت أرض للمدرسة جنوب منزل الزعيم إسماعيل الأزهري وشرق منزل الضرير، وعندما توقفت المباني خلع الشيخ أحمد حسن عبد المنعم أسقف منزله ليتم بناء المدرسة الأهلية، إنهم جيل العطاء لهذا الوطن الغالي.. إنها ملاحم جيل نذروا أخصب أيام العمرة فداءً وتضحية ونكران ذات، كما نذكر بأحرف من نور رواد مسيرة التعليم الأهلي الشيخ أبو القاسم محمد هاشم 1934م والشيخ أبوبكر المليك 1886، والشيخ أحمد بشير العبادي 1908، والشيخ محمد أحمد البرير 1890م، والشيخ محمد البدوي 1841م، والشيخ محمد حسن دياب 1887م، والشيخ محمد سيد أحمد سوار الدهب 1923م، والبروفيسور محمد عمر بشير صاحب فكرة جامعة أم درمان الأهلية 1926م، والبكباشي محمد نور والشيخ ميرغني حمزة عضو حركة نادي الخريجين، والشيخ يوسف بدري 1912م، الذي أنشأ مع والده أول مدرسة للبنات ثانوية أهلية، والشيخ يوسف مصطفى التني 1907م، الشاعر الوطني الذي نال وسام التعليم الأهلي، والشيخ أحمد حسن عبد المنعم عضو لجنة تأسيس المدرسة الأهلية، والشيخ إسماعيل أحمد الأزهري، والشيخ بابكر بدري الذي أرتبطت حياته بالتعليم الأهلي، والشيخ حسين شريف صاحب فكرة قيام نادي الخريجين، والشيخ خضر حمد مؤسس ملجأ القرش الصناعي، والشيخ سيد أحمد سوار الدهب مؤسس لجنة المدرسة الأهلية، والشيخ عبد المنعم محمد، والشيخ عمر إسحق والأستاذ علي البرير، رجال نذروا أيام العمر لتربية الناشئة، أنهم كنوز وخزائن نذكرهم في اليوبيل الماسي للمدرسة الأهلية، كما نذكر الصروح الشامخة للتعليم الأهلي المعهد العلمي مبادرة الشيخ أبو القاسم أحمد هاشم شيخ العلماء والمدرسة الأهلية، ملجأ القرش الصناعي ومدارس الأحفاد، والأهلية الثانوية، والمؤتمر الثانوية، ومدرسة المليك الأهلية الوسطى للبنات، وجامعة أم درمان الأهلية، والتحية لمركز عمر بشير للدراسات السودانية بجامعة أم درمان الأهلية، وللأخ المؤرخ بروفيسور المعتصم أحمد الحاج الذي أرخ ووثق لمسيرة التعليم الأهلي بأم درمان. لواء ركن «م»