بعتبر مرض اليرقان من الأمراض الخطيرة التى تصيب الأطفال حديثي الولادة بصورة كبيرة ومزعجة.. «آخر لحظة» وقفت على أسبابه وعلاماته وأنواعه، وقد كشفت جولتنا داخل إحدى المستشفيات أن فترة إقامة الأمهات مع أطفالهن تمتد لشهور وأسابيع دون جدوى.تحت المراقبة. تقول مودة حمد: بعد أسبوع من إنجابى لطفلي مؤيد الذي كانت الأسرة في انتظاره، لاحظت تغير لون جسمه للون الأصفر، وفي الحال رجعت الى المستشفى والآن تحت المراقبة. فيما حكت سوسن ل(آخر لحظة) حجم معاناتها الكبيرة، موضحة أن ابنها الأكبر توفي بهذا المرض والثاني طريح الفراش ويستخدم نفس العلاجات التى كان يتناولها ابنها المتوفي، مشيرة لعدم الاهتمام بتوفير علاج جذري لهذا المرض. من جانبها تحدثت كوثر سليمان ل(آخر لحظة) بألم شديد، موضحة أن فترة معاناتها مع طفلها بالمستشفى امتدت لأكثر من شهر وما زالت مستمرة. ولمعرفة أسباب المرض وأنواعه وعلاجه جلست (آخر لحظة) الى دكتورة أريج عبدالله أبوزيد بمستشفى الفؤاد التخصصى، حيث أوضحت أنه من الأمراض الشائعة بين الأطفال، مبينة أن أعراضه وعلاماته عادة ما تكون إصفرار لون العيون والجسم أو تغير لون البول أو تدهور في الصحة، ذاكرةأنه قد يصيب الجهاز العصبي ويظهر في شكل تشنجات أو قلة النشاط، مشيرة لوجود نوعين من المرض، اليرقان الوظيفي وهو الأكثر شيوعاً ولا يشكل في الغالب خطورة كبيرة على الطفل، وهو نتيجة لعدم النشاط الوظيفي للطفل، خاصة الذين لم يكملوا الأربعيين أسبوعاً داخل رحم الأم، وغالباً ما يظهر في اليوم الثاني أو الثالث ويزداد تدريجياً، حيث يكون الطفل طبيعياً بعد مرور أسبوعين، مشيرة لعدم وجود أعراض أخرى أو الاستفراغ، موضحه أنه في الغالب لا يحتاج لأي علاج سوى زيادة عدد الرضعات والتغذية. وحول الأسباب التى تؤدي لإصابة المولود بالمرض في اليوم الأول، أرجعت دكتورة أريج ذلك لعدم التجانس في الفصائل الدموية بين الأم والطفل لانتقال الأجسام المضادة من الأم الى الطفل مما يؤدي الى تكسر كريات الدم الحمراء، موضحة أن عدم التجانس قد يكون بسبب العامل الريسي (D) والذي يحدث عندما يكون العامل الريسي للأم سالباً والطفل موجباً، وقد يحتاج هذا الى العلاج الضوئي أو تغيير الدم، كما يمكن الوقاية منه في حالة معرفة فصيلة الطفل أو حدوث نفس الحالة للأم في الحمل السابق، وذلك بإعطائها العسل خلال ال 72 ساعة الأولى، مؤكدة على خطورة هذا النوع الذى يؤدي للإصابة بالشلل الدماغي أو قد يؤثر على سمع الطفل. وأشارت أريج لوجود أسباب أخرى للمرض، موضحة أن إصابة الأم بمرض السكري أو ضغط الدم تعرض الطفل الى نقص الأوكسجين وازدياد كريات الدم الحمراء مما يؤدي الى تكسيرها وإصابته باليرقان. ذاكرة أن إصابة الأم ببعض أمراض الغدد الصماء كالغدة الدرقية، تؤدي الى طول فترة اليرقان الوظيفي، بالإضافة لإصابة الأم بالحمى أو الطفح الجلدي أو التهاب فيروسي أو داء القطط أو الحصبة الألمانية وغيرها.. مشيرة لانتقالها الى الطفل بواسطة المشيمة مما يؤدي لإصابته بمرض اليرقان، وفي بعض الأحيان تضخم الكبد أو الطحال. موضحة أن بعض الأمراض الوراثية عند الأطفال كنقص نوع معين من الأنزيمات أو أمراض كريات الدم، تجعله عرضة للإصابة بمرض اليرقان، وزادت قد تكون الإصابة بالمرض بسبب انسداد داخل الكبد أو خارجها وعدم مقدرتها على القيام بوظائفها، موضحة أن الوقاية من المرض بالمتابعة الدورية للحوامل والتشخيص والعلاج المبكر.