هاجس يؤرق آلاف الأمهات والأسر خاصة إن الاحصائيات الطبية تشير إلى انتشاره في السودان بنسبة تفوق «50%» لأطفال يولدون بهذا الداء.. إنه «اليرقان» أو «الصفار» كما يطلق عليه العامة. ما هو هذا المرض؟ ما مسبباته وأنواعه وخطورته على صحة وحياة المولود؟ وكيف يمكن علاجه والوقاية منه؟ ------ نماذج .. نماذج الأم «نازك» بكل أسى وحزن تقول: اليرقان كان سبباً في فقدان طفلي الأول «البكر» الذي كنت انتظره بفارق الصبر وفي اليوم الأول اكتشف الاطباء أنه مصاب بمرض اليرقان وتم وضعه في الحضانة. ولكن بعد مرور ثلاثة أيام توفى وكان سبب اليرقان هو العامل الوراثي. وقال «محمد خالد» والد أيمن: «أصيب أيمن بالصفار «اليرقان» بعد ثلاثة أيام من ولادته فوضع في الحضانة وتم عرضه للضوء وبعد اسبوع تم شفاؤه وغادرنا المستشفى وسبب حدوث اليرقان فصيلة أمه السالبة. وتحكي «أميرة»: أصيب ابني الثاني بمرض اليرقان منذ اليوم الأول ووضح الأطباء ان السبب اختلاف الفصائل. ولكن الحمد لله بعد مرور اسبوعين تم شفاؤه بصورة نهائية. أسباب المرض يوضح دكتور كريم الدين محمد علي صالح اختصاصي الأطفال ورئيس الجمعية العامة لحديثي الولادة: يحدث مرض اليرقان أو «الصفار» نتيجة لاختلاف فصائل الدم بين الأم والأب وينتج هذا الاختلاف فصيلة مخالفة للطفل مما يؤدي إلى حدوث يرقان مرتفع في اليوم الأول حيث يعتبر من اخطر انواعه مما يستوجب تغيير الدم للطفل ودائماً يحدث هذا للطفل الأول «البكر» واحياناً يكون ذلك إذا حدث اجهاض للأم أو إذا تم نقل دم لها قبل الزواج. ويضيف د. كريم عند مرور الدم من الأم للطفل عن طريق الحبل السري يجعلها تفرز اجساماً مضادة للدم في حالة اختلاف الفصائل بين الأم والطفل فينتج عنه تكسر خلايا الطفل فيجعل نسبة الصفار عالية كما يسبب هبوطاً في الهيموجلبين «الدم» لذا لا بد من متابعة الطبيب. ويؤكد د. كريم ان أهم شئ هو التوقع للحدث فلا بد من ملاحظة الصفار منذ اليوم الأول لأنه اخطر نوع اما صفار اليوم الثالث فهو غير خطير ويحدث نتيجة لعدم نضوج الانزيمات أو العوامل المساعدة في الكبد والتي بدورها تتعامل مع المادة الصفراء، ولكن يجب الاهتمام به خاصة إذا كان وزن الطفل اقل من المعدل الطبيعي «2 ونصف- 2» كيلو جرام أو في فترة الحمل اقل من «73» اسبوعاً ايضاً هناك نوع آخر يحدث عن وجود التهابات تحدث للطفل اثناء وبعد الولادة ونوع آخر يصطلح عليه ب «الانسدادي» ويحدث نتيجة لعدم تمكن المادة الصفراء من المرور من الكبد إلى الأمعاء ويستدعى علاجاً بالجراحة في أسرع وقت. علاج داخل الرحم دكتور محمد الأمين الهندي استشاري النساء والتوليد يقول: يمكن ان يصاب الطفل حديث الولادة إذا كانت الأم ذات زمره «فصيلة» سالبة والأب فصيلة موجبة وعند وصول الدم من الأم إلى الطفل بأختلاف الفصائل فسوف يقوم جهاز مناعة الأم بإنتاج أجسام مضادة لهذه الكرويات فتعمل على تكسير كرويات الدم الحمراء للطفل وحدوث درجات متفاوتة من مرض اليرقان قد يؤدي إلى الموت أو الاجهاض المتكرر لذلك على الأم ذات الفصيلة السالبة ضرورة مراجعة الطبيب وتعطي حقنة «anti.D» لتكسير كرويات الدم الحمراء خلال «27» ساعة من الولادة وليس بعد. وحديثاً طرأ تقدم في مجال علاج الجنين داخل الرحم في الدول المتقدمة فيمكن إجراء عملية تغيير دم الطفل في رحم أمه حتى لا يموت جراء مرض اليرقان ويتوقف هذا على حسب امكانيات الدولة ومدى تطور الطب. أسباب أخرى: تضيف الدكتورة هدى ساتي استشارية علم امراض الدم والتحاليل الطبية: توجد اسباب أخرى للاصابة بمرض اليرقان لحديثي الولادة مثل الاصابة بالحصبة الالمانية اثناء فترة الحمل وهذا يكون ظاهراً في التشخيص. وجرت العادة ان أي أم سالبة الفصيلة تؤخذ عينة من الحبل السري لمعرفة فصيلة الجنين، فإذا كانت سالبة مثل الأم لا تحدث معالجات أما إذا كانت موجبة فتثبت نسبة الصفار في الدم بمساعدة إختصاصي اطفال. ولان الاجسام المضادة لها القدرة على مرور الدم من الأم للطفل فيفحص الحالات القليلة تكون «A.B.O» هي السبب في مرض الصفار لحديثي الولادة وبعض امراض الانيميا الموروثة قد تؤدي إلى مرض الصفار فيتم التوصيل لعمل الفحوصات المعملية اللازمة. خطورة اليرقان تعتبر خطورة اليرقان عند وصول المادة الصفراء إلى خلايا المخ التي قد تسبب اضراراً بالغة في المخ وبالتالي على نمو وتطور الطفل مما يؤدي إلى اعاقة ذهنية أو عقلية فيصبح الطفل ذا احتياجات خاصة طيلة عمره. وغالباً ما يؤدي إلى وفاته وهذه الخطورة تحدث في كثير من انواع الصفار ولكنها لا تحدث في النوع الانسدادي. أما علاجه فيعتمد على حسب الحالة وحسب نوع اليرقان، مثلاً النوع الانسدادي علاجه الجراحة. والنوع الذي ينتج عن اختلاف الفصائل يتراوح العلاج من الضوء وحتى تغيير الدم والنوع الذي يحدث في اليوم الثالث ويسمى صفاراً طبيعياً أو فايزيولوجياً وقد يحتاج لعلاج بالاضاءة. الولادة المنزلية تشكل الولادة المنزلية خطراً كبيراً على الطفل لازدياد معدل الالتهابات خاصة إذا كانت هناك افرازات خارجة من الرحم لفترة طويلة ساعدت على حدوث الالتهابات. كما يجب على كل زوجين التأكد من الفصيلة وعند حدوث اختلاف بينهما يجب مراجعة طبيب نساء وتوليد منذ بداية الحمل وحتى الولادة. ومتابعة الطفل في اليوم الأول. وعند الولادة أو حدوث اجهاض لا بد من الحرص على اخذ حقنة «anti-D» لتكسير الاجسام المضادة في الجسم حماية من حالات الاعاقة الذهنية والتشوهات الخلقية. أو حتى الوفاة.