تتحفنا هذه الأيام صفحات الجريمة في الصحف بشتى أنواع الجرائم الممزقة لأواصر القرابة من الدرجة الأولى جرائم دخيلة على مجتمعنا المتسامح.. فهذه ابنة تقتل والدتها بساطور في لحظة غضب بسبب منعها من الخروج مع صديقاتها.. وذاك أخ يقتل أخاه لشك انتابه في علاقته الآثمة بزوجته... وأبناء عمومة يهدرون دماء الحنية ثمناً لميراث يبلغ امتاراً فقط. ... والكثير من الجرائم... التي تقشعر لها أبداننا من هول فظاعتها، صار من السهل أن يقتل ذوي القربى بعضهم مع اختلاف الأسباب والدوافع التي عادة ما تندرج تحت مسمى عادية.. تغيرت لغة كثير من أهل البيت، فحل محل الثقة الشك.. والحب الكراهية.. والحنية الجفاء.. حتى روابط العشرة الزوجية التي كانت سياجاً محيطاً بمعصم الأسرة التي تكون المجتمع صار مهتكاً.. مهدداً ببوادر الضياع في المحيط الأصغر الذي يمثل الأسرة، ليتعمق في الأكبر وهو المجتمع. لغة القتل صارت هي اللغة الأولى في جميع معاملاتنا في كافة المستويات... هل هي الحالة الإقتصادية التي ضربت بورصتها أسهم انسانيتنا، وساهمت بشكل مباشر في حلحلة علاقاتنا أم هو الابتعاد عن ديننا المربي، والصالح لكل زمان ومكان... أم هو التأثير السلبي للمجتمعات الغربية التي يحكمها قانون الغابة وضمير أمتها دايماً غائب.. أم هناك أسباب نفسية لكل حالة (لوحدها)، وهذه كارثة لأنها في تنامٍ مطرد.... صارت هناك أزمة أخلاق، فلنبحث عن الأخلاق بدلاً عن الغاز وشرائح بديلة لشبكة زين... لنتدارس أسباب تعاطي أبنائنا... سواعدنا الفتية للمخدرات وتكوين كثير منهم لمجموعات دعارة على شبكات الانترنت لنشر الرذيلة و(وعطن) ما تبقى من أخلاق في بحر الفجور بين مد عدم الرقابة وجزر الابتعاد عن الدين. .... أصابتنا تخمة التبلد صرنا لا نندهش حين سماعنا لشجار بين أسرة كاملة تفصلنا منهم (طوبات) لجدران صنع للستر، بسبب اختلاف حول ماذا يأكلون.. ولا نرد ظلماً وقع على زوجة طردها زوجها عند منتصف الليل لعدم قيامها بواجبها تجاهه .. فطردها انتصاراً لرجولته الزائفة، ونحن نغض الطرف ونسد آذاننا (دي بطينة ودي بعجينة) منكفين على ذاتنا رافعين شعار (العندو حنه اليحنن اصبعو) تردٍ مريع للأخلاق وإسفاف عجيب، وبرود نحسد عليه، نافس أجواء موجات البرد هذه الأيام كفانا الله وعافانا مما هو آتٍ سوسنة وطيره تأكل في جناها وحيطه تتمطا وتفلق في قفا الزول البناها. للأسف هذا حالنا ومآلات مستقبلنا الضائع تحت كومة القهر