شرود..سوسن نايل ٭ إن الله خلق في الأرض من كل زوجين اثنين دلالة للألباء من جميع مايحتاج العباد إليه في شتائهم وصيفهم ولكل مايحتاجون إليه ويملكونه من حيوان بهيم، وبدأ خلق الإنسان من طين وشرفه بالعلم والتعليم وأسجد له ملائكته وخلق منه زوجه حواء أم البشر فآنس بها وحدته وأسكنها جنته وأسبغ عليهما نعمته .. ثم أهبطهما إلى الأرض لما سبق من ذلك من حكمه الحكيم .. وبث منهما رجالاً ونساءً فأصبحوا ملوكاً ورعاةً وفقراءَ وأغنياء وأحراراً وعبيداً وحرائر وإماء.. ٭ وبذلك كرم الله المرأة والرجل على حد سواء..ولكن للأسف صارت هذه العلاقة بين الأزواج مدعاة للإهانة والذل والسب والشتم من الجهتين . فهناك رجل يسئ لزوجته ويتعامل معها كأداة لتوفير الطعام وغسل الملابس وتربية الأطفال فقط كآلة لإدارة شئون البيت وشئونه الشخصية، ويصيبها من الشتم والضرب والسباب سيل العرم.. إن اعترضت (بيت أبوها يلزمها) (وماست بيت ومرة خرقاء) .. ٭ وهناك زوجات يتعاملن مع أزواجهن كأنهم مصانع للنقود فقط لا غير، عليهم إيجاد النقود بأي شكل أو طريقة تقبع شخصياتهم المنهزمة خلف أسوار الصمت فلا وجود للإعزار أبداً.. ٭ وبين هؤلاء الزمرة من الرجال والنساء تضيع المعاني الحقيقية للحياة الزوجية التي كرمها الله تعالى وأنزل بها سلطانه، فتبدل الحال لدى الكثيرين بسبب عدم احترامهم لها.. وحل محل المودة جفاء، ومحل الرحمة قسوة، ومحل العزة والكرامة ذل وإهانة .. ٭ تتمخض عن هذه العلاقات الزوجية الفاشلة ...حياة لأطفال رضعوا البؤس والهوان والكراهية المطلقة للفرد وعدم احترامه بنوعيه الذكر والأنثى مع وجود مشاكل نفسية .. وتقودنا في نهاية الأمر إلى إضافة عناصر سالبة هدامة للمجتمع.. بفضل العلاقة غير الجيدة بين والديهم.. فنحن محتاجون ياسادة لإنعاش روح السكينة والطمانينه وإحلال الاحترام وصنع لغة الحوار الشفيف لحلحلة مشاكلنا بدلاً من الضرب والشتم، ونساهم بذلك في صناعة أسرة مستقرة ندفع بها لمجتمع معافى. سوسنة..... هو وهي منافذ مشرعة نحو الأمل ..