سجلت عدد من البلاغات في الكثير من أقسام الشرطة وصدرت الأحكام في مواجهة نساء، ونحن نمر بحالة من الدهشة والحيرة عندما نرى تقارير رسمية تتحدَّث عن زيادة الجرائم المنفَّذة من قبَل النساء، وما تنشره الصحف اليومية من أخبار تعرض فيها إقدام المرأة على ارتكاب الجرائم، وكلنا يعلم أن المرأة يتوقف عليها مستقبل الأجيال فإن ازدياد معدل الجرائم التي ترتكبها يعتبر نقطة سوداء في تاريخ البشرية.. وأشبه ما نقول قد انتهى التفريق بين المرأة والرجل في الجرائم، وكثيرًا ما نجد المرأة تنفذ مخطط الرجل في ارتكاب الجريمة، حيث عملت الأجهزة الأمنية بكافة وسائلها وإمكاناتها للحد من تلك الجرائم. قال مصدر مطلع ل (الإنتباهة): إن هناك حالة ازدياد في معدل جرائم النساء، وإنه بعد فترة ستتفوَّق على الرجال، وإن المرأة المجرمة تكون على استعداد لارتكاب كل أنواع الجرائم التي كانت عصية عليها، وعزا ذلك للتغييرات الاجتماعية التي حدثت في الحياة عامة، ومن ثم تغيّرت معها المرأة، وأضاف: أن المرأة عمومًا وبالرجوع إلى معدلات الإجرام في المجتمعات نجدها أقل تعرضاً لارتكاب الجرائم في حقها باستثناء جريمة الاغتصاب، وعندما تكون الضحية امرأة ففي الغالب الأعم تكون إصابتها أو الأذى الذي لحق بها أكثر مما يصيب الرجال، وزاد قائلاً: بالرغم من هذه الحقائق إلا أنهن من الناحية الواقعية أكثر من الرجال تأثراً بالجريمة. أسباب جرائم النساء تناول الباحثون الاجتماعيون أنواعًا لأسباب ارتكاب النساء للجريمة وأشاروا إلى التنشئة الاجتماعية والبيئة المحيطة من حولها هي الأكثر أثرًا على تصرفات المرأة وسيرها في طريق الانحراف فبعض النساء اللاتي يرتكبن جرائم القتل يكونن تحت تأثير المخدرات أو شجار في مال مسروق، والجزء الآخر منهن لا تصل للقتل إلى إذا كانت تدافع عن نفسها أو (تار أرادت أن تشفي به غليلها) وقالوا: إن انطلاق المرأة في حرية مطلقة وتناولها للشيشة والمخدرات والسجائر ساعد في زيادة جرائم المرأة.. وأضافوا: تلجأ المرأة للإجرام نتيجة لضغوط اجتماعية وأسرية ونفسية واقتصادية على اعتبار أن المرأة تميل بطبعها إلى الصبر والتحمُّل، ولكن عندما تفوق الأمور حدودها يؤدي ذلك إلى قطع حبال الصبر فتلجأ إلى التهوّر والتصرّفات المتطرفة وتخرج عن شخصيتها الأنثوية وتفقد بذلك السيطرة على نفسها، وقد ترتكب حماقات خطيرة متمثلة في الجريمة فيقع منها ما لا يحمد عقباه، وتصبح مجرمة في لحظة في نظر المجتمع، وبذلك تخرج من عباءة الجمال إلى شراسة الوحوش.. ومن خلال كل البحوث والدراسات لأسباب الجريمة فإن أهمها الأسباب الاقتصادية والاجتماعية، وحسب رأي علماء الاجتماع أن السلوك الإجرامي يرجع إلى التنشئة الاجتماعية الخاطئة للفرد أثناء مراحل نموه، والأنماط المختلفة من السلوك والتعبير والشعور التي يكتسبها من البيئة والحضارة التي يعيشها وتلاحظ حسب دراسة عدد من الحالات من «السجون المخصصة للنساء» أن أغلب السجينات من الفئة العمرية بين «25 34» سنة فالظروف الاقتصادية والتفكك الأسري أسهم في دخولهن السجن ومنهن لم يتلقين تعليماً و«70%» منهن ارتكبن جرائم في السابق ولم يقم السجن بإصلاحهن، ونوع جرائمهن «خمور، سرقة، قتل، دعارة، أذى بسيط، حشيش واختلاس». وكشفت باحثة من خلال دراستها أن نسبة النساء اللائي يعملن في المهن غير المشروعة في ازدياد، وتعزو ذلك إلى الظروف الاقتصادية المتدنية التي تعاني منها بعض الأسر، لذا يجب على الجهات المختصة الحذر والحيطة ونشر قوات تأمن وضع البلاد والحد من تلك الجرائم. الغيرة طريق للجريمة: إن هنالك كثيراً من أنواع الغيرة منها الإيجابية ومنها السلبية، وبعض النساء يغرن على كل شيء سواء أكان أمراً يستحق أم لا يستحق، وإن هذا النوع من الغيرة قد يتسبب في حدوث جرائم القتل، وقالت: إن أول عقوبة إعدام لامرأة في السودان حدثت بسبب الغيرة، وأضافت قائلة: إن القضائية أشارت إلى أن الجريمة وقعت بإحدى المناطق في السودان وذلك منذ سنين طويلة ارتكبتها امرأة عاشت مع زوجها 40 عاماً إلا أنه تزوج عليها فتاة صغيرة فأحسَّت بالغيرة، وعندما خرج الزوج وترك زوجته الجديدة الصغيرة بمفردها سددت لها «12» طعنة بعد أن اتجهت خلسة في سكون الليل ووجدتها نائمة فأوسعتها طعناً بالخنجر فتم إلقاء القبض عليها ونفذ فيها حكم (الإعدام)، وتعتبر أول امرأة يحكم عليها بالإعدام في تاريخ السودان. عادات جديدة للجريمة قال مصدر عليم ل (الإنتباهة): في الآونة الأخيرة تفاقمت الجرائم التي ترتكبها المرأة، وعزا ذلك إلى عدة أسباب أولها: السبب المادي إلى جانب السعي خلف لقمة العيش بالإضافة إلى تطوّرات الجريمة نسبة لاختلاف الزمان والمكان، وأضاف: أن ما ساعد في ذلك العولمة، وزاد: أن جرائم المرأة من أخطر الجرائم ليست لبشاعتها ولكن لمكانة المرأة في المجتمع وصعوبة تقبل صورة المرأة كمجرمة خاصة أنها «قائد» الأسرة التي يأمل المجتمع في تخريج أجيال على خلق قويم.. ووصف المصدر أن جرائم المرأة بتسونامى العصر، وقال: إنها تعتبر معضلة صعبة عجز الباحثون عن حلّها، وعزا ذلك لتفاقمها وظهور مستجدات جديدة وحصرها في العولمة وانفتاح السودان على العالم بأسره وانتشار الثقافات الغربية والأفلام الإباحية وغيرها من الثقافات الدخيلة على مجتمعنا الطاهر العفيف الذي كان يُضرب به المثل في المحافظة والالتزام. تحليل علمي لنفسية المرأة المجرمة فسَّر العلماء النفسيون أسباب اختلاف جريمة المرأة عن الرجل وقالوا: إن التركيب الجسماني يختلف ما بين الرجل والمرأة، ولقد تميّز الرجل عليها عبر المدى الطويل بمثل الجانب الأقوى عقلياً وبيولوجياً ومن ثم اختلف نوع الإجرام لدى كل طرف اعتمادًا على الميزة المتوفرة له بينما استفاد الرجل من تلك القوة العقلية في ارتكابه للجرائم فكان بلا منازع هو بطل الجرائم التي تتميز بالعنف والعكس صحيح فلقد كان نصيب المرأة من الجرائم التي تُرتكب بدون حاجة إلى استخدام القوة العقلية مثل التحريض والقذف والقتل بالسم، ويشير العلماء إلى أنه في الوقت الحاضر لم تعد المرأة كما كان يقال عنها إنها ترتكب الجرائم التي تقع تحت مظلة جرائم العنف.. وأشاروا إلى أن جرائم المرأة تعادل جرائم الرجل ويتم التستر عليها وغض الطرف عنها.. وأضافوا: أن أسباب جنح المرأة لارتكاب الجريمة هو تعرضها للإحباط وفشلها في مواجهة الواقع إلى جانب تعرضها لضغوط نفسية شديدة يشتد معها الصراع بين متطلبات الواقع والدوافع فتلجأ لكبت وقهر الرغبات كوسيلة للتصالح مع المجتمع.