هل الجنوب هو الحركة الشعبية فقط؟، وهل الحركة الشعبية.. هي صقور الحركة الشعبية فقط؟ أم أن الجنوب كيان واسع جامع يشمل العديد من الأحزاب والتنظيمات والأديان والمعتقدات والقبائل؟.. بل وأعداداً كبيرة من الذين لا يشتغلون بكل هذا وذاك..؟ هذا السؤال مهم للغاية في توجيه الحراك السياسي والاجتماعي والأسري والثقافي نحو الجنوب.. حقاً أن اللاعب الرئيسي في قضية جنوب السودان المحورية الآن- التبشير بالانفصال- هو الحركة الشعبية... ولكن هنالك أصوات جنوبية كثيرة جهيرة وغير جهيرة تدعو إلى الوحدة وتنبذ الانفصال.. وهذه الأصوات في الشمال والجنوب بحاجة إلى من يحميها ويوفر لها الفرصة للتعبير بحرية عن قناعاتها.. وعن رأيها الحر وعن رفضها للانفصال بداية قبل أن تقع الفأس في الرأس.. ü إن ماسأتنا مع اللاعب الواحد مشكلة.. ولطالما عانى السودان من الONE MAN SHOW وهو أحوج ما يكون إلى بيت الشعر: رأي الجماعة لا تشقي البلاد به عند الحفاظ ورأي الفرد يشقيها ü وجنوب السودان أحوج منا جميعاً إلى هذا البيت الذي آمل أن يترجم إلى لغات الدينكا والنوير والشلك واللاتوكا والأشولي والباريا والزاندي.. وحتى لا يزعل أهلنا في الباندا والتبوسا فلابد أن يترجم لهم هم والمنداري واللادو.. وإن كان لم يتجاوز عددهم بضعة آلاف.. فهذا حقهم أيضاً.. ومن حقنا نحن حكومة السودان أن نوفِّر لهم الأمن والأمان ليعبروا عن رأيهم بصراحة.. وأنهم يفضلون الوحدة وهذا ما نقتنع به نحن جميعاً في وطننا الواحد من حلفا إلى نمولي.