٭ اقترح زميلنا «القلع عثمان» رئيس القسم الرياضي إطلاق أسماء أشهر أغنيات الفنانة الكبيرة «ندى القلعة» على عدد من المكاتب بالصحيفة.. فمكتب رئيس التحرير يسمى «اتفقنا» ومكتب الظافر «فهموني غلط» ومكتب أسامه عبد الماجد «عزاز علينا» والرياضة «رجيتكم» والأخبار «راجل السترة».. أما مكتب ربيع حامد فخارج التصنيف لأسباب تتعلق بمضمون رائعة ترباس «راعي حرماني وأخشى عامل السن».. ومع ذلك لا بأس من إهدائه «عزازعلينا» وصافيه لبن..! ٭ ضحكنا على مقترح «القلع» وربما جاء متسقاً مع الجو العام الذي ساد مكاتبنا أمس وهي تستقبل الفنانة «ندى القلعة» في زياره ذات مغزى. ٭ نسق الزيارة الزميل والصديق «معاوية محمد علي» مدير إدارة المنوعات وصاحب المبادرات و«الخبطات» الكبيره والمتميزة. أبلغني معاوية أن ندى القلعة ستعلن من خلال الزياره مبادرتها لانطلاق الأغنية الوطنية، وذلك في شراكة مع إسحاق الحلنقي وعبد اللطيف خضر ود الحاوي. ٭ وربما يجد القارئ في غير هذا المكان التفاصيل الكاملة لهذا العمل الوطني والفني الكبير. ٭ ولكن سأتوقف عند الساعات الأربعة التي مرت سريعاً ونحن في معية «ندى» في لقاء مفتوح بصالة الأخبار بمشاركة عدد كبير من محرري ومحررات آخر لحظة.. والحقيقه فإننا ظللنا نستقبل في «صالتنا» مختلف المجاميع في المجتمع والدولة من رسميين وسياسيين وفنانين وغيرهم.. وكنا نجد صعوبة كبيرة في حشد الناس لهذا اللقاء أو ذاك.. لقد مل الجميع الوجوه «المكرورة» وأحاديث السياسة و«الفارغة»..! ٭ اللقاء بتدافعه أبرز الشعبية الطاغية لهذه الفنانة التي تمتلك قدرة عالية على التطريب وانتقاء أعمال مكنتها من إجادة لونية معينة من أغاني الحماسة بمعادلة دقيقة لا تبتعد عن مسار الأغنية العاطفية.. وفي ذات الوقت تمنحها «قيمه مضافة» من حيث المضمون.. فالأغنية لا تتوقف عند التطريب وحده بل تؤدي دوراً يبدو مرسوماً بدقه وعناية شديدتين ولهذا يمكن القول أن إطلاق ندى القلعة الشراع للأغنية الوطنية ربما يؤسس لمرحلة جديدة في مسيرتها.. فهي تعرف كيف تحشد الجمهور والأضواء حولها لأطول فترة بصورة ليست صدفة وبخطة وذكاء. ٭ الأغنيه الوطنية لها مكانة وجدانية خاصة.. ولعبت دوراً وطنياً في كل مراحل النضال والكفاح، وأسهمت في فترات زاهية في تنمية الشعور الوطني وتعظيم حب الوطن و مدرسة خرجت الملايين وعلمتهم معنى أن تكون سودانياً ومواطناً صالحاً.. أرضعتهم كل شمائل الخير والفضيلة والحق والجمال. ٭ نحن اليوم في حاجة لكل هذا.. لم يعد مفهوم الوطن يمتلك ناصية الرسوخ والقوة.. سادت رايات الجهوية والقبلية والطائفية والعنصرية.. و القصة «جاطت».. وبمقدور الفن أن يلعب دوره في «لملمة» المبعثر و قيادة الناس نحو الوحدة. ٭ نيابة عن كل «عشاق» الأغنية الوطنية نقول شكراً وطنياً لندى «القلعة»