سنوات طويلة ونحن نتابع البرنامج الجماهيري (نجوم الغد) الذي تقدمه قناة (النيل الأزرق) ، وطوال تلك السنوات ما زلنا في إنتظار أن يقدم لنا البرنامج (بلابل) وعصافير تكون إضافة في حديقة الأغنية السودانية ، خاصة وأنه الوحيد الذي إقتصر علي إكتشاف المواهب في هذا المجال والأبرز في تقديم الكثيرين إلي الساحة. يبدو أن إنتظارنا سيطول كما طال إنتظار ابن البادية في (ليلة السبت) لأن النتيجة التي خرجنا بها من (نجوم الغد) هي مواهب قليلة تعد علي اصابع اليد هي من إستطاعت الصمود ، والبقية ما زالت تتخبط في الساحة ،سكري وما هي بسكري ، حائرة لا تعرف من أين تبدأ ، والغريب أن البرنامج ما زال يمدنا من فترة لأخري بالآف من الذين تتعطل مواهبهم بعد إحساسهم أنهم وصلوا إلي سدرة منتهي النجومية. لكن لا يتحمل هؤلاء وحدهم مسؤولية نجومية (الوهم) والهالة المزيفة التي وجدوا أنفسهم فيها ، فراحوا ضحية للوهم ، خصوصا أن (نجوم الغد) لا يتابع مسيرتهم ولا يتبني موهبتهم ومن هنا تظل عديد علامات الإستفهام حائرة ؟ تبحث عن إجابات ، أولا عن العطالة الفنية الناتجة عن كثرة أعداد المتخرجين في هذا البرنامج ؟ ، ثانيا : عن مسؤولية البرنامج عن الأعمال الركيكة ، الخادشة للسمع التي يطرحها بعض هؤلاء بعد تخرجهم ، ثالثاً : عن الأثر السالب الذي يترسخ في نفوس هؤلاء الذين حسبوا أنهم أصبحوا نجوما يشار لهم بالبنان ، واللسان (كمان) . والسؤال الأهم من كل ذلك ما هو الهدف الأساسي الذي قام به البرنامج وهل هو تقديم مواهب والسلام أم تسلية المشاهدين والترفيه عليهم ؟ أم جلب أكبر قدر من الرعاية فالذي نعرفه أنه من المفترض في هكذا برامج هو انتقاء الموهبة وصقلها قبل تقديمها بصورة رسمية ، بعيدا عن أي مفاهيم أخري. وقد نتفق مع من يقول أن ليس للبرنامج مسؤولية عن تردي الأعمال الفنية المطروحة علي الساحة، لأنها مسؤولية الفنان وذوقه ، وهذا صحيح ، ولكن من الذي فرش لهذا الفنان الطريق بالورود. خلاصة قولي أن برنامج (نجوم الغد) أو بالأصح (نجوم) العد ، هو برنامج ترفيهي لا أكثر ولا أقل ، وأنه لم يضف للساحة الفنية السودانية نجوما أصحاب عطاء بقدر ما قدم أسماء ، ما زال أكثرها يتلمس خطاها لأنه لم يقدم لها البوصلة التي تهديها سبل النجاح ، بل يرمي بهم في ساحة تموج في الفوضي. خلاصة الشوف : برنامج (نجوم الغد) يحتاج إلي وقفة صادقة من كل الحادبين علي المواهب وعلي الساحة الغنائية بالبلاد.