الاسبوع الماضي خرج مسؤول شركة (نايك) صاحبة علامة الملابس والمعدات الرياضية الشهيرة، والقى بياناً مقتضباً، أعلن توقفهم عن رعاية نجمة التنس العالمية (ماريا شاربوفا)، بعد أن أثبتت تحاليل الدم تناول النجمة العالمية لنوع من المنشطات، خلال السنوات الماضية، كانت الشركات تتسابق لخطب ود (شاربوفا)، وكان تناولها لجرعات من زجاجة مياه معينة يصنع رواجاً كبيراً لشركة المياه، لكن المجتمعات هناك أصبحت لا تتسامح مع فكرة الغش أو استخدام المنشطات والمؤثرات العقلية والمخدرات، فتصبح قوة المجتمع في بعض الأحيان أقوى من القوانين الدولية. وفي ضاحية بّري الشريف وبنادي الشرطة انعقد على مدار يومين واحد من أهم المؤتمرات العلمية الذي أُقيم بواسطة اللجنة القومية لمكافحة المخدرات، وقد تبارى العلماء والباحثون في نشاط محموم لتقديم خلاصة أبحاثهم وأفكارهم في أوراق علمية مُحكمة، وجدت الثناء من المشاركين في المؤتمر، الذي كان حوالي 50% من حضوره من الشباب والشابات، طلاب الصيدلة والقانون، وغيرهم من المهتمين، من ضمن الأوراق العلمية التي لاقت اهتماماً منقطع النظير اللواء دكتور. حاكم عبدالرحمن ربما لاختلاف فكرتها عن جميع ما قدم خلال المؤتمر، واسم الورقة (دليل الآباء لحماية الأبناء من تعاطي المخدرات والمسكرات)، لن أدخل في تفاصيلها، وهي ستكون موجودة خلال مقبل الأيام بعد أن أوصى المؤتمرون بتبنيها كتوصية أولى قُدمت لجهات الاختصاص.. وتدور الفكرة عن الارتباط الكبير بين الآباء والأبناء (الولد سُر ابيه)، وقديماً كان يقول أهلنا (الفي والدك بيقالدك) كناية عن ظهور كثير من صفات الآباء فى الأبناء ولو لاحقاً، ويرى دكتور.. حاكم أن جهل الآباء بالمخدرات وأنواعها والمسكرات يقع ضمن أكبر أسباب وقوع الأبناء في براثن إدمان المخدرات بأنواعها المختلفة، لذلك يحض الآباء للتعلم والمعرفة لنقل العلم والمعرفة للأبناء، خصوصاً أن سلاح العلم أضحى أمضى سلاح، ويقوم بإيضاح أدوات إنفاذ (الدليل) عبر وسائل الإعلام، وعبر المساجد ليصبح الأب يعلم ماهو (الحشيش)، وما تأثيره السلبي على خلايا المخ، ويعلم ما هو (الترامادول) وما أضراره وآثاره الجانبية على الأبناء والبنات، ويصبح الأب قناة تعليم للابن، مما يزرع الثقة في الابن، فالمعلومة مصدرها والده الذي هو مثله الأعلى في كثير من الأحيان، التحول الكبير في عالم المخدرات، وضخامة ربحيتها جعلها تستهدف الشباب بشكل واسع، وقد خلُص الباحثون الى أن تدني تقدير الذات في شريحة بحثية في الخرطوم، والتفكك الأسري يُعد من أهم أسباب تفشى الإدمان، وقد قدم السيد علي البرير مسؤول مكتب الجريمة المنظمة والمخدرات ب(UN) تقريراً أثبت أن 90% من التجارة الدولية تأتي عبر الحاويات، وأن التفتيش عالمياً لا يتعدى 2% من إجمالي الحاويات.. في اعتقادي أن فكرة د. حاكم عن تثقيف الآباء هي المخرج الوحيد من هذا الوحش، الذي استغل انشغال الآباء وتسلل الى الأبناء، فيا آباء العالم انتبهوا.. (فالولد سرُ أبيه).