* لم تتمكن أعظم مؤلفة للقصة البوليسية في العالم (أجاثا كريستي) من استكمال دراستها الجامعية، لم يكن لديها الرغبة في مواصلة التعليم بل كانت أغلى أمانيها تتمثل في زواجها من رجل طيب يتقاسم معها الحياة عند كوخ صغير عند أقدام البحر، سألت عليها والدتها يوماً فوجدتها تتمشى حول حديقة المنزل، فقالت لها لا يمكن أن تظل حياتك مقسمة بين وسادة تنامين عليها وحديقة تتمشين بين أزهار لها ذابلة، ثم نصحتها قائلة: قومي بفعل شئ تساعدين به نفسك حتى ولو كان ذلك كتابة إحدى القصص البوليسية، كتبت أجاثا قصتها الأولى فلم تلق نجاحاً، ثم كتبت قصتها الثانية فلقيت نفس المصير أما قصتها الثالثة (جثة تتكلم) فقد أحدثت دوياً هائلاً في المجتمع البريطاني، ثم تواصلت نجاحاتها إلى درجة جعلتها المرأة المتوجة على كتابة الرواية البوليسية في العالم. *ماذا لو قام عشاق الكلمة المسكونة بالشجن بصنع طائرة من أنفاسهم تغادر بعبقري الألحان الموسيقار عمر الشاعر إلى خارج البلاد ليتداوى من آهاته بعد أن تداوت من ألحانه جراحاتنا، واستراحت على أنغامه أوجاعنا.. ماذا لو نسجنا له من أهدابنا سحابةً تقله إلى سماء مباركة تضع يدها على جرحه فيشفى؟.. ماذا لو أهدينا له من عافية عيوننا سداً يمنع عنه ضربات من أيام صارت لها أنياب. * أصر أحد السجناء تم الإفراج عنه بعد قضاء مدة عقوبته في السجن استمرت عشرين عاماً أن يعود إلى السجن مرةً أخرى.. وقال في اصراره على العودة إن قلبه أصبح معلقاً بصمت الجدران.. وأضاف إن صوت الحراس وهم يجوبون ردهات السجن أجمل لديه ألف مرةً من لحنٍ موسيقي.. إقترحت المحكمة أن يتم عرضه على طبيب نفسي، أكد في تقريره أن السجين أصيب بنوع من الخوف القهري من الشمس، وذلك بعد سنوات طويلة قضاها بين أحضان العتمة في السجن، وأشار إلى أن ذلك أدى إلى إصابته بنوع من الهوس جعله يتخيل أن طائر الكناري صارت لأجنحته مخالب. * تذكرت قصة الحطاب والأميرة التي كانت ترويها لنا جدتنا عليها الرحمة في طفوتنا الأولى تحت أضواء المصابيح المرهقة في ليل كسلا، كنت أنا بالذات أحزن كثيراً من النهاية التي تعرض لها حطاب الغابة، حيث صدر له حكم ملكي بأن يحمل صخرة على كتفه لمدة عام لمجرد أنه قابل ابتسامة حبيبته بوردة بيضاء، ألقاها عليها وهي في طريقها للقصر، كثيراً ما تساءلت: إلى متى يظل أخطبوط الطبقية البغيضة يقف سداً أمام من يقدمون الوردة البيضاء لأحبابهم ويفضلون أن تختنق هذه الوردة داخل قصر لا يتنسم عبيرها. * نقول دائماً بأن أغنيتنا السودانية غير قادرة على إختراق الآفاق العالمية والوصول بها إلى مناطق الثلوج في كل أنحاء العالم وإشعالها ناراً.. كان كثير من المهتمين بالأمر الفني يضعون الملامة على الأجهزة الإعلامية بإعتبار أنها قصرت كثيراً في حمل الأغنية السودانية على أكتافها والخروج بها من المربع المحلي إلى أفق العالمية، إلى أن جاء الدكتور الفنان عبدالقادر سالم فأكد على إسقاط هذه النظرية كسيحة الأبعاد وإعتبارها وهماً.. والدليل على ذلك النجاح الساحق الذي حققه عالمياً، حيث قاد هذا الرائع كتيبة الإيقاعات الكردفانية الساخنة فأذاب الثلوج الأوروبية طرباً.