صحن الكنيسة :-كلمة صحن في الإنجليزية NAVE و هي كلمة مشتقة عن اللاتينية NAVIES، و يرتبط صحن الكنيسة بهيكل الكنيسة، ويدعي الهيكل روح الكنيسة والصحن جسدها، وهنا يتحد الجسد مع الروح، ويصبح الجسد مُعبَّراً عن الروح . بطلر : ونقول بطلر أن الصحن ينقسم عامة إلى الجناحين من كل جانب بواسطة صف من الأعمدة اليوناية أو الرومانية، ويتمثل الترتيب المفضل في إستخدام إثني عشر عموداً من هذه الأعمدة موزعة حول الجوانب الثلاثة للصحن، كما هو وضاح في كنيسة أبي سرجة، مع ترك الجانب الشرقي مفتوحاً، بالإضافة إلى عمل رواق أو جناح دائرة في الطرف الغربي.. ومن النادر أن تنتهي صفوف الأعمدة فجأة في حائط غربي بدون أن تتقاطع كما هو الحال في كنيسة القديس بطرس بروما، ذات الطراز البازيليكي القديم، و ربما كاتدرائية راڤنا Ravenna. ومن النادر اليوم أيضاً أن تجد تقاطع الأعمدة واضحاً بحيث يعمل على توفير جناح دائري حقيقي، كما هو واضح في المعبد بقصر الشمع، لأن الفراغات الموجودة بين أعمدة الجناح الدائري قد سُدَّت على شكل حوائط في معظم الحالات، بحيث أصبح الجناح الغربي رواقاً حقيقياً .. وبالمقارنة ما بين تخطيط كنيسة أبي سرجة أو القديسة بربارة وبين كنيسة تسالونيكي ذات الطراز البازيليكي، يظهر لنا نفس الإنتقال من الجناح الدائري إلى الرواق صحيحاً في جهات عديدة مختلفة. وتقدم الكنيسة المعلقة مثالاً فريداً للرواق الخارجي وهو يحتوي على نافورة للإغتسال مثل تلك الموجودة في تسالونيكي، وفي العصر الذي بنيت فيه كنيسة أبي سيفين أي القرن العاشر الميلادي، كان الرواق ضرورياً جداً بحيث أصبح من المعالم الواضحة للكنيسة بدلاً من أن يكون مجرد تحوير، بينما لا يظهر مبين كنيسة الأنبا شنودة المجاور والسابق زمنياً – أي علامة على وجود رواق، لقد كان الرواق بالطبع هو المكان المعين للموعوظين للتعليم بطريقة السؤال والجواب أثناء أداء خدمات الكنيسة، إلى جانب إنه كان المكان المخصص للتقويم ونصح التائبين أو رواق التائبين المخصص للممنوعين من التناول، حتى يقدموا توبة وكان يستخدم أحياناً للتعميد والغطاس، ولكن حالة التلف والفوضى التي وقع فيها هذا الجزء من الصرح المقدس تبين توقف واضمحلال هذا الإستخدام الأوَّلي، أما في كنائس أبي سرجة وأبي سيفين والعذراء بحارة زويلة، فإن جرن المعمودية الضخم يغوص في أرضية الرواق، و بالرغم من أن هذا الرواق الأرثوذكسي كان يقع على ما يبدو في الطرف الغربي، فإن موقعه في الكنائس الأخرى يختلف كثيراً مما يرجح أن يكون إختياره قد جرى بالصدفة أو المجازفة، ولكن الرواق كان يستخدم في هذه الكنائس الرئيسية الثلاث أثناء عيد الغِطَاس(عندما كان الناس يغمرون أنفسهم في المياه التي يباركها الكاهن) لفترة طويلة بعد أن جرى نسيان وظيفته الأصلية. وعادة الإغتسال أو الإستحمام في عيد الغطاس موجودة حتى الآن في كنائس قرى وأرياف مصر، وقد حضرت ذات مرة وفي صبوتي عيد الغطاس المجيد في إحدى هذه الكنائس، ورأيت الرجال والشباب يندفعون إلى ماء النيل، بعد نهاية القداس الإلهي في كنيسة القديس تادرس الشطبي، التي تقع على شاطئ النهر، وكان يحدث الإستحمام غطساً في ماء النهر رغم برودة الطقس في شهر يناير. وفي القديم كانت الكنائس تقوم بسر المعمودية نفسه في الهواء الطلق، في الأنهار والبحار والينابيع، وقد كانت معمودية أول مواطن سوداني آمن بالسيد المسيح في النهر حيث عمده فيلبس ( أعمال الرسل 8: 38). ويذكر العلامة ترتليانوس أن القديس بطرس كان يعمد في نهر التيبر، وفي وثيقة الديداكية التي ذكرت تعاليم الإثني عشر وكتبت بين عام 100 ، 150 تصوير للحياة المسيحية ، كان العماد يمارس بالتغطيس في الهواء الطلق.