تزوجت رضوخاً لإرادة والدها، رجل يكبرها بأكثر من 02 عاماً، لا تعرف عنه شيئاً، تقبلته زوجاً كما أراد والدها، مرت أعوام وأصبحت أماً، وأصبحت الأمومة أروع ما في حياتها، أما زوجها فقد ظل في حياتها الرجل الذي تزوجته، وبينها وبينه سدوداً غامضة بالرغم من أنه لم يكن قاسياً ولا أنانياً، رغم ذلك تشعر دوماً أنها لم تعرف عنه شيئاً، فكرت في لحظات كثيرة في الانفصال حتى أضحى كل ما شعرت بضيق أو اكتئاب حملت حقيبتها، تاركة خلفها الصغار ميممة شطر العاصمة حيث تسكن أسرتها، المسافة بين منطقة زوجها والعاصمة حوالي 5 ساعات بالبص، جاورها في المقعد الشاب الذي حمل لها الحقيبة عند دخولها البص، إلتقت عيناها بعين الشاب بدأت تتأمله في امعان، شعرت كأنها تعرفه، نظراته تجذب الروح سمعته يقول (شبهتيني) قالها وابتسامة في عينيه، ثم أعقب ما قصدت احراجك إنما أردت بالفعل أن أعرف سر تحديقك؟ ردت ربما إنه خيل إلي أن وجهك مألوف لدي.. رد عليها: نفس الشيء ساورني.. على العموم اسمي عاصم أعمل معلماً في ام درمان، هل يعني هذا الاسم لديك شيئاً.. ابتسمت تشرفنا!! في تعبير وجهه أدركت أنه يرغب في معرفة اسمها، رمقها بنظرة قال يكفيني انك تعرفين اسمي، أحب أن أؤكد لك شيئاً، لست من ذلك النوع من الرجال الذي يخترق المصادفات للتعرف على الفتيات، ولست ممن الذين يفرضون أنفسهم فرضاً، كل ما في الأمر الواجب دفعني لمعاونتك وأنت وحدك مسافرة.. قالت: ربما يكون شيئاً من الواجب. قال: ربة منزل، نعم ولكن عواطفنا كزوج وزوجة قد تحجرت وما يشغل بالي وباله أن نفترق.. أما كيف نفترق ومتى نفترق؟ هذا ما يحيرني.. قال: تكرهينه؟ قالت نفس السؤال سألت نفسي هل اكرهه، وكدت أصل الى جواب: لا انا لا أكرهه.. دائماً اقول في دواخلي ما ذنبه هو في كل ذلك.. لا أجد من أحمله مسؤولية ضياعي غير أبي! رفع رأسه. رآها تمسح دموعاً تلمع في عينيها، قال: إن الذي يعيش مع من لا يحب يدفن نفسه حياً قبل أن يموت.