دعوني أستعرض في هذا المقال خطورة فئة تغلغت في وسط المايويين، ولم تجد من يتصدى لها وهي قلة تعد على أصابع اليد الواحدة، لا تملك أي سند شرعي قانوني أو دستوري أو تنظيمي، ولا تحتكم لنظام سياسي كمرجعية لتحالف قوى الشعب العاملة، هؤلاء للأسف لا قيمة لهم استمرأوا الكذب والخداع لخدمة من رفعوا شعار( كنس آثار مايو)، وهؤلاء لا يمكن الاعتماد عليهم أو الاستفادة منهم، ومرفوضون تماماً من كل القيادات والقواعد المايوية، الآن وبلا أستحياء يطرحون مسرحية هزيلة باهتة وسخيفة لا طعم لها ولا لون، أنها مجرد فكرة تعشعش في رؤوسهم ويتوهمون بأنهم قادرون على عقد المؤتمر العام لتنظيم تحالف قوى الشعب العاملة، وبالكيفية التي يرونها (كلفتة في كلفتة). فلماذا لا نكون صادقين مع أنفسنا ونتحمل مسؤولياتنا وفق المباديء التي ورثناها من فكر ثورة مايو ونهجها القويم، لماذا لا نكشف ونعري ونفضح كل من يريد التسلق على أكتاف جماهير مايو المخلصة الوفية، ولماذا لا نتصدى بقوة لمن استباحوا قتلنا بدمٍ بارد وبإسلوب لا يتماشى مع العقل والمنطق من أجل مكاسب وضيعة ورخيصة، فكيف نمد لهم الأيدي وبأيديهم خناجر مسمومة، هؤلاء صناع التآمر والأساليب الماكرة والخبيثة المهددة لوحدة المايويين، ولم يستوعبوا ما طرحناه من آراء ومقترحات هي من صميم فكر ثورة مايو المجيدة.. إن المايويين يواجهون مشكلات حقيقية واقعية صنعتها تلك الفئة ولا زالت تعبث بمقدراتنا فأصابونا في مقتل وتسارعوا في دفننا حتى لا يبقى من أثرنا شيء، ولهذا تقع على عاتق المايويين الثوار الأحرار مسؤولية جسيمة لا بد من التعامل معها بالحسم والعزم اللازمين، إن أرادوا لكيانهم البقاء في الساحة السياسية، وإقصاء الذين تداخلت بينهم المصالح فعميت بصائرهم وماتت ضمائرهم، وتعمدوا تفتيت المايويين وتشتيت شملهم وعرقلة مسيرتهم، وسبق أن كشفت عنهم الكثير المثير وواجهتهم بتهم الفساد المثبت بالدليل واستلام الأموال وصرفها بدون أذونات رسمية، وبالرغم من ذلك هم مطالبون ومطاردون للمرة الثانية ومطلوبون أمام القضاء بسبب عدم دفع أجرة الدار المستأجرة بالخرطوم نمرة (2) بغرض الونسة. لقد ظللنا خمسة عشرة عاماً نرزح ونغوص في وحل التكليف ولا زلنا نتخبط، أضعنا الوقت في صراعات مفتعلة تخدم المتوجسين من المد المايوي، وكثيراً ما سلطنا الضوء على المتآمرين والعملاء المندسين بين صفوفنا، كشفنا عنهم الغطاء، فرأينا دمامة الوجوه وقذارة الأيدي وسوء النوايا، وركزنا عليهم كنوع خطير تجب الحيطة والحذر منهم، حتى لا نصطدم بواقع مرير واليم واستنكرنا وشجبنا وأدنا مسلك المدعو أحمد أبوالقاسم الذي جاءنا لهذا التنظيم مرتدياً جلباب ابيه، ليمارس على فطاحلة ورموز مايو سلطات لا تتناسب مع حجمه، وهو أول من طرد من أمانة الشباب بحياة رئيس التنظيم الراحل المقيم جعفر محمد نميري- له الرحمة والمغفرة. أما عن الثلاثي المرح الذي يعتلي ظهر الترلة، فلا أظن فيهم من يستحق أكثر مما قلت فيه، هؤلاء مغيبون تماماً ولا حول لهم ولا قوة، لم ينشغلوا يوماً بفكر مايو، ولا بنهجها ولا كان الوطن من أولوياتهم أكلوا الميتة، فأحسوا بتضخم الذات وهو مرض يصعب التداوي منه. ولنترك الأمر أمانة في عنق مجلس شؤون الاحزاب، فهو كفيل بوضع الأمور في نصابها، وهو المعني والمتابع باهتمام بكل ما يجري في الساحة السياسية، ويعلم حقيقة أحزاب الفكة والديكور قليلة العدد وخفيفة الوزن، أن عقد المؤتمرات العامة يندرج تحت قوانين صارمة وضوابط لا تحتمل المحاباة، ولا الإنحياز وسنقف بالمرصاد في وجه من يلبسون ثوب مايو، وهم كالثعالب في ثياب الواعظين، تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى وسنمد أيدينا بيضاء لكل من يسعى لوحدة المايويين، وسنقف بصلابة مع لجنة التسيير حال ما تم إعتمادها، من مجلس شؤون الأحزاب وسنبذل قصارى جهدنا لوحدة الصف المايوي، بقيادة رجال أكفاء هاماتهم فوق القمم، رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه يؤمنون بهذا الوطن ومن خلفهم جماهير لا يستهان بها، لم تتغير في شكلها ولا مضمونها.. أما إذا ما تمادى أولئك النفر في غيهم وأصروا على وضع الحواجز والمتاريس في طريق الوحدة المايوية، فسوف نعمل على محاربتهم بشتى الوسائل وسنصعد قضيتنا الى أقصى المدى مهما ابتدعوا من أساليب تآمرية ماكرة. ومن هنا أناشد وبشدة رؤساء التنظيمات المتفرعة من تحالف قوى الشعب العاملة، بأن وحدتنا ستظل مطلباً لا بديل له، ولن يتحقق لنا ذلك أن لم تتوحد الإرادة وتخلص النوايا، ونلتف جميعاً حول راية ثورة مايو تحت شعار (أنت يا مايو الخلاص).