اصطفانا الله سبحانه وتعالى أن نكون من ضمن بعثة الحج لهذا العام 1431ه وإكمال الركن الخامس بحمد الله وتوفيقه، شددنا الرحال بعد أن حضرنا الورشة الخاصة بأعضاء وأمراء الأفواج والتي أعدتها الهيئة العامة للحج والعمرة ولاية الخرطوم، تحت إشراف وزير التوجيه والأوقاف الشيخ عثمان البشير الكباشي، تحت شعار «اتقان - مبادرة - إحسان» وبمباشرة السيد/ أحمد عبدالله والمطيع وشمس العلا ود. عبدالوهاب وإخوانهم بالهيئة. اشتملت الدورة على الخطة العامة لأعمال حج 1431ه «التواصل الإيجابي، السلوك وفقه النسك والتثقيف الصحي، وفن التعامل مع الجمهور، والموجهات العامة لمجموعات العمل المتخصصة- إسكان، استقبال تفويج والعمل بالمشاعر وواجبات أمراء الأفواج وقياس الأداء العام وجلسة نقاش للوصول إلى آراء موحدة».. وتطرقت الدورة إلى الآراء والتجارب السابقة، واُختتمت بكلمات طيبات صادقات أعطت كل فرد ما هو المطلوب منه، وتوكلنا على الله ليعيننا على حمل هذه الأمانة الثقيلة، وثقتنا في الله وأنفسنا أن نكون نموذجاً للانضباط والتواصل الإيجابي مع الحجاج، وخلق الإلفة والتآلف والفهم المشترك والاستفادة من الخبرات السابقة والعمل بروح الفريق وتوحيد الرؤى بتوحيد استشعار المسؤولية المشتركة وتعظيم شعائر الله سبحانه وتعالى وتفويج الحاج لأداء مناسكه بسهولة وبالصورة الصحيحة مع اصطحاب التطور الواضح لأعمال الحج. لقد تميز حج هذا العام بالترتيب والتوجيه الواضح من خادم الحرمين الشريفين والقائمين على أمر الحج بالمملكة العربية السعودية، سعياً لخدمة حجاج بيت الله الحرام والأعداد المهولة التي تفوق «5.6» مليون حاج لراحتهم وأظنه فتح من الله لاستقبال وإيواء وإعاشة هذا العدد الذي نحسبه بتوفيق من المولى عز وجل بعد جهد واضح من كل الإخوة بالمملكة العربية السعودية الذين اختارهم الله سبحانه وتعالى واصطفاهم وشرفهم لخدمة المسلمين. لقد بذل القائمون على أمر الحج لهذا العام مجهوداً مقدراً في سكن الحجاج في المدينةالمنورة، وكان مميزاً وسهلاً.. ولكن بمكةالمكرمة معاناة شديدة لبعد السكن وتباعد العمائر وكثرتها وعدم توفر وسائل المواصلات لأداء الصلوات بالحرم المكي، وإصرار الحجاج بالتحرك بالمواصلات باهظة التكاليف وبالأرجل أحياناً كثيرة وازدياد حالات الوهن وخصوصاً حجاج قطاعات الشرق والغرب لعدم التدقيق في شروط الحج الميسرة، وخصوصاً كبار السن بدون مرافقين وعدد من المرضى الذين لا يستطيعون تكملة المناسك والعبء الكبير على أمراء الأفواج الذين يتحملون العبء الأكبر في تيسير أمور الحج بالإضافة إلى كبار السن. حجاج الداخل والإصرار على مرافقة ذويهم والتأثير المباشر على سكن وترحيل الحجاج الأصليين تحتاج لضبط وتعليمات واضحة، وضعف التنوير وثقافة الحاج والإلمام بالمناسك وأدائها بالصورة المطلوبة والعمل في مجموعات مميزة أسوة بحجاج الدول الأخرى. لقد كان حج هذا العام مميزاً من حيث العدد الكبير والمجهود المقدر الذي بذله الإخوة في الهيئة العامة للحج والعمرة والقائمون على أمر الحج، ونشهد الله أن لله جنوداً اختصهم بقضاء وتسيير أحوال الحجيج وشرفهم بذلك، منهم الوزير والعامل البسيط والمزارع والطبيب، كلهم على قلب رجل واحد، همهم الأول الوصول إلى رضاء الله ومحبته، سهروا الليالي لراحة الحجيج، نسأل الله لهم القبول... لا أقول إن الحج لهذا العام مكتمل والكمال لله وحده، والعباد يجتهدون ويسعون، والعبرة في أن نقف على أوجه القصور وتذليلها، والسعي لإرضاء الحجيج بعد رضاء المولى عز وجل.. الخطوط الجوية السودانية بذلت جهداً مقدراً في التفويج ونقل الحجيج بطائراتها المستأجرة، والإخوة في طيران القاهرة الذين خففوا معاناة الحجاج بأدبهم وحسن استقبالهم بالرغم من تكدس (ماء زمزم) بالمطار وعدم الالتزام بترحيلها مع الحجاج والربكة الواضحة في ترحيل حجاج قطاع الغرب، والفرحة الواضحة بالرحلات التي وصلت من المدينة مباشرة للخرطوم، وأتمنى أن نكثر منها لراحة الحجيج.. لقد كان حج هذا العام سهلاً مميزاً رغم مشقته، وهناك مجهودات مقدرة بذلت من المملكة العربية السعودية جزاهم الله عنا وعن المسلمين كل خير في توسعة الحرمين الشريفين والمشاعر والجمرات وإدخال وسائل جديدة كتجربة القطار بين منى وعرفات لحجاج الداخل، ونتمنى أن تكتمل العام القادم وتنفيذ قطار مكة المشاعر/ مكةالمدينة، تخفيفاً لمعاناة المسلمين وتيسيراً لأمر الحج خدمةً للبلاد والعباد، وأن يوفق القائمين على الأمر وأن يجزي المملكة العربية السعودية وخادم الحرمين الشريفين ومعاونيه ورجال البر الذين هيأوا سبل الراحة وأنفقوا أموالهم وطعامهم وقدموا جهداً واضحاً لضيوف الرحمن.. جزاهم الله خيراً إنه نعم المولى ونعم النصير. الحاج / اللواء ركن (م) عضو بعثة الحج العام 1431ه