يبهرني نظام المدرسة الداخلية والنظام في مدارس الولاياتالمتحدة والغرب بصفة عامة واليابان، في الاهتمام بوجبة الإفطار، إن المدارس تلتزم في الإفطار بقوانين واضحة وهي: الإفطار في مكان محدد وفي قاعة مخصصة له، وهي ما تسمى بEating Roomغرفة الطعام، هذه ليست رفاهية، بل هذا درس فى حد ذاته ولا تقل الفائدة عن حصص اليوم الدراسي، وجزء من فوائدها هو النظام وأخذ الوجبة فى مكان مخصص لها دون هرج ومرج. ثانياً: ومن فوائدها أيضاً تساوي نوعية الطعام من الناحية الصحية أو الكمية، مما يخلق جواً من التساوي دون التعرض للتمييز الاجتماعي بين الطلاب، هذا عكس ما يحدث في مدارسنا الأساس والثانوي من هرج ومرج في فتره الإفطار، وهل من الصحي أن يجري الطالب وهو يتناول الساندوتش.. وهل من الصحي الحديث والضحك أثناء تناول الطعام.. يعني الغرب يطبق قوانين الدين الإسلامي بحذافيره ونحن نعلنها داوية بأننا نطبق قوانين الإسلام في حياتنا.. كيف؟ والتربية تبدأ منذ نعومة الأظافر والطبقية والتميز الاجتماعي تبدأ عندنا من ساندوتش البيرقر وبوش الفول.. وأثناء ذهابي لمدرسة ابني في يوم ما.. طرق سمعي أحد التلاميذ في فتر الإفطار تحديده لأسماء.. فلان وفلان ديل ناس الدجاج والبيرقر.. بدأت الطبقية من عمر صغير لمعنى كبير.. والأم تتغنى أمام الجارات أنها أبداً(لا تعرف الفول والطعمية.. واظن والله أعلم، أنها قبل حديثها أكلت صحن فول بزيت السمسم). نرجع إلى موضوعنا.. أتمنى أن تكون وجبة الإفطار في المدارس موحدة(ما زي الزي)، ولكن بمشرفين تغذية، ونحل مشكلة كليات التغذية اللي بتخّرج الملايين الما لاقين عمل.. مش المدارس أولى بالاستفادة من علمهم برضو؟ وأيضاً نجد في بعض المدارس ظاهرة خروج الطلاب للإفطار خارج المدرسة، وطبعاً ستكون عودة كامل العدد مشكوكاً فيها.. ليس من المستحيل ولو كان من الصعب، فنحن نذلل الصعاب أليس ذلك ممكناً يا حكومتنا الغراء.. أفضل من النثريات ومنصرفات لا تعود على أبنائنا بالنفع أوليس أطفالنا وأبناءنا أولى بالسخاء عليهم.. إذن أنا لا أحلم، بل إن المستحيل سيتحقق في يوم من الأيام.. حلم كل عضو من أعضاء منظمة عمد الخيرية أن يتحقق هذا الحلم، وهي إفطار طالب وبأميز الخدمات.. هل ستصفق أيادينا.. أم سنبحث عن يد لنصفق بها. على فكرة... الإنسان المتميز هو من يجعل الأشياء أفضل مما وجدها عليه.