الإنسان يمشي في الأرض.. مكتمل الخَلْق.. جميل المنظر مهندم الملابس.. مرتب الكلام.. خلقه الله سبحانه وتعالى في أجمل الصور .. مختلفاً تماماً عن باقي المخلوقات.. جعل له قلباً.. وعقلاً يتميز به.. وفي ذلك الشكل الجميل الذي يتسم به الإنسان.. في داخله شيء يدعى «الضمير».. وهذا الضمير.. ملازم لنا في كل خطواتنا.. شراً كانت أو خيراً فهو معنا.. فهو كظلك الذي لا يفارقك.. وفي بعض الأحيان الظل يفارق الإنسان.. ولكن الضمير لا يفارقه.. فهو معنا في صحونا ومنامنا.. جعله الله داخل الإنسان.. كجرس الإنذار ... ينبه الإنسان إذا حاول أن يسكت عن الحق.. أو يسهو عن مستحقات الناس عليه.. فهو في هذه الحالات وغيرها يصدر لك «رنيناً» قوياً يوقظك من الثبات العميق.. ولكن!! البعض لا يوقظهم ذلك الرنين ويحاولون إسكاته بشتى الطرق.. ويجدون لأنفسهم المبررات لإسكات ذلك «الضمير». امتلأت الدنيا اليوم بالسماسرة.. فالسمسرة قديماً كانت للذين يقفون في مبيعات «العقارات» و«السيارات» بمختلف أنواعها وغيرها من الأشياء الأخرى.. وقد تجد نفسك من الذين وقعوا في «فخ» السماسرة الذين نادراً ما يصدقون في كلامهم.. واليوم ... تتلفت حولك فتجد أن مهنة «السمسرة» قد أخذت مناح أخرى كثيرة.. فهنالك من يسمسرون في «العواطف والمشاعر» وهذه أخطرها.. بغرض التسلية والترفيه وتغير «المود».. وهؤلاء ضحاياهم كُثر وذنوبهم أكثر.. فالتلاعب بمشاعر الآخرين ليس بالشيء البسيط السهل. قد تلعب على إنسان في «قروشه» وهذا شيء واراد.. و هناك مثل يقول «الجاتك في مالك سامحتك».. ولكن التي «تجي» في عواطفك و مشاعرك لا تسامحك.. فهي تدمرك.. إن لم تقتلك.. وأين «الضمير».. وأنت تلعب بمشاعر الناس، وتقتل الفرح في نفوسهم..؟! طالما أنك أدخلت ضميرك في «عالم النسيان» وحكمت عليه بالإعدام شنقاً.. و كل ذلك لكي تكون متخصصاً في أذية خلق الله وتدميرهم.. سماسرة «العقارات» وغيرهم مقدور عليهم.. لأنك يمكن أن تسترجع «قروشك» بشتى الطرق.. وإن لم يكن المبلغ كله «فبعضه» والمال «تلته ولا كتلته» وأيضاً قد تقتص منه بالمحاكم.. ولكن.. في المشاعر والعواطف والأحاسيس..لا يوجد شيء اسمه «استرجاع» ولا محاكم.. لأن المشاعر تُجرح وتنزف.. وتحتاج لزمن طويل لكي «تشفى وتبرى».. وذلك السمسار.. ينصب شراكه على شخص آخر وآخر.. وهو عائش في دنيا الوهم.. بلا «ضمير» ولا «قلب».. وهذا ينطبق على الجنسين «الأولاد والبنات».. خافوا الله في خلقه.