لا يغرك المنظر الجميل.. واللبس الجميل.. والكلام الجميل.. فهذه هيئة لإنسان بلا ضمير.. عايش الدنيا لهواً ولعباً أكلاً وشرباً حياة فيها صفو دون كدر.. همه الأكبر أن يكون مظهره ومظهر معارفه جميلاً.. ويقضون الوقت في الثرثرة والحكي عن واقعه الذي ينقصه الكثير.. لا يصاحب إلا الذين يمتطون أفخم السيارات ويسكنون أعلى القصور.. لا تهمه الأخلاق والقيم.. لا يعرف معنى العشرة ولا يهتم بالمشاعر أبداً.. أنه يصنف الناس بمنظرهم لا طيبة أخلاقهم.. لا يكترث للذي بدواخلهم.. من طيبة ومشاعر نبيلة وحفظ للتقاليد والقيم.. لا يعرف معنى للإنسان الذي لا يبدل بالذهب.. همه الوحيد ماذا يملك هذا الإنسان من المال.. وأين يعيش هل هو يعيش في مكان راقٍ.. ويأكل في أفخم المطاعم.. ويتعامل بكل أنواع العملات الصعبة.. وأهم شيء أن يكون (استايل).. له من المعارف في كل مكان.. يخدمونه طوال السنة بدون مقابل.. يقدمون له ما ينفعه ولا يضره.. وإذا تعاملت معه أنت الشخص البسيط المتواضع.. ليس لك مكانة عنده.. قد يحتقرك.. وينظر إليك باستعلاء.. نظرة الفقيرة المعدوم.. لأنك إنسان غير مرغوب فيه في عالمه الملون المزركش.. وهو يعرف في قرارة نفسه بأنك إنسان شريف نضيف معافى.. تحبه وتحب له الخير.. ولكنه لن يستفيد من هذا الحب ولا من هذا الخير...لأن ذلك عنده لا يسمنه ولا يغنيه من جوع.. هذا هو عالم الشخصيات (الاستايل) التي تعش واقعاً غير واقعها.. وقد تعاني مثل هذه الشخصية وغيرها من نقص نفسي.. أو حاجة عاشتها في الصغر.. كانت سبباً رئيساً في ما تعيشه الآن.. فعليك إيها الإنسان الطيب إما أن تكون مثله أو تفارق دربه.. أو تخلع ثيابك التي تغطيك وتسترك.. وتعيش معهم في عالم البهجة المليء بالمرح وقضاء الوقت في تكسير الزمن.. وضياع الأوقات الغالية في الوهم.. وعدم اشباع الذات بالروحانيات وقراءة القرآن، ومعاملة الناس بالحسنى. هذا هو واقع العالم الجديد الذي ظهر في الآونة الأخيرة.. فعليك عزيزي القارئ أن تبعد نفسك عن هذا العالم غريب الأطوار.