واليوم نرحل حفاة.. في محراب الشاعر الجميل.. «ود العز» المبدع.. لسان حال الخاسرين عشقهم.. بل منديلاً رطيباً.. يمسح من عيونهم التي أعشاها البكاء هاطل الدموع الحزينة.. هو تراتيل وأهازيج الرابحين.. حبهم.. وبهجة اللقيا.. وذرى الدوران في شاهق المجرات البعيدة.. مع الأنجم السواري.. وثنائيات بديعة.. تتشابك أياديها وتتوحد مشاعرها وتتناغم خطواتها.. لبناء أعشاش من الحب والود والمحبة.. نرحل إلى صالون.. الدكتور المدهش الرفيع.. الجميل هو مبنى ومعنى.. علي شبيكة.. إنه من كتب.. من المحاجر بمداد الدموع.. وأخاله يكتب من محبرة «مستفة» حتى الحواف.. من دم الرعاف والنزيف المتفجر نوافير من أفئدة أثقلها الحزن وأدماها الفراق والبعاد والرحيل والوداع.. نرحل اليوم الى محطة سكة الخرطوم.. وصورة.. تبكي حتى صم الحجارة.. وتستمطر الدموع من المآقي المتحجرة.. والحبيب.. على «قمرة» في قطار يبدو في بشاعته وحشاً.. أسطورياً أو تنيناً.. وحبيب.. ينزف ويئن في خفوت.. ووداع بطعم الهزيمة.. بلون الدم.. ويرحل القطار.. عندها.. يأتي الزلزال.. زلزال الفراق والوداع.. عندما يرحل كل الكون.. كيف لا يرحل الكون وقد كان المحبوب.. هو كل كون.. ذاك الوداع الذي اختزل كل الكون.. في شخص ذاك المحبوب.. المرتحل.. وتبلغ «الجرسة» منتهاها.. عندما تأتي الأماني.. ليست تلك المترفة.. بل المستحيلة التي تناهض.. كل نواميس الكون.. تجافي حركة الشمس وتغالط بل تعاكس التقويم.. عندما يتمنى ذاك المودع.. أن يكون كل يوم هو «باكر».. لنخسر الأوقات ونختزل الساعات. ليعود ذاك المحبوب. لله درك.. يا دكتور.. وأنت تطالب.. وفاءً.. وشوقاً وحباً للمحبوب بالمستحيل.. ما أندرك.. وأنت تبدع وتبتدع نوعاً من الأحلام والأماني.. ما أجملك وأنت.. تتقدم على كل من كتب عن الرحيل والبعاد والفراق.. بأميال ودهور.. وأزمان وفراسخ.. ما أنبلك.. وأنت تواسي.. المودعين.. بهذه الأبيات الغارقة في بحيرة الدموع المالحة.. والتي هي بطعم السكر.. ولما ترجع بالسلامة.. ترجع.. أفئدتنا التي رحلت.. وتعود أرواحنا التي غادرت.. و.. لما ترجع بالسلامة. لما ترجع بالسلامة لما ترجع بالسلامة***وترجع أيامنا الجميلة يا ثنا الروح ويا مداما***ويا عواطفنا النبيلة تهدي ليلاتنا ابتسامة***من زمان بنقول حليلا يوم رحيلك يا حبيبي***شفت كل الكون مسافر لا زهر في روضة غنا***ولا زهر عطر بيادر لا تلاقي يروي شوقي***لا حديث يجبر بخاطري الشهور يا ريتا تجري ***وكل يوم يا ريتو باكر لما ترجع يا ربيعي***للقليب المشتهيكا وزي عوايدك تحتويني***رعشة من الشوق إليك عيونك الضاحكة تبكي ***والمشاعر فايضة بيها يا حلاتك يا ربيعي***ويا حلاة الدنيا بيك لما ترجع بالسلامة***وترجع أيامي الجميلة يا ثنا الروح ويا مداما***ويا عواطفنا النبيلة تهدي ليلاتنا ابتسامة ***من زمان بنقول حليلا