ومرة أخرى نكتب بالدموع.. ويا لروعة وحلاوة مذاق طعم الدموع المالحة.. و«كلمة الله» إن كل الأغاني والأشعار والقصائد التي كتبت بالدموع.. قاومت الزمن والأيام والسنين والشهور والعقود والقرون.. بل هزمت كسر الليالي.. وتناسل الأيام.. والتاريخ يروى.. ويحكي وينوح ويبكي.. وصفحات منذ ألف.. ألف عام... مازالت حية تنبض.. مازالت نابضة بالحياة تمشي.. لأنها كتبت بالدموع... تضيع أغاني وأشعار التلاقي والفرح.. تذوب في لحظتها كما تذوب تحت أشعة الشمس الثلوج... وصدق المعري.. وهو يؤكد ويقسم ويتيقن إن لحظة البكاء والنواح.. وصرخة الوداع.. عند رحيل الأحبة.. أصدق ألف مرة من صرخة تشق الفضاء.. أو زغرودة مستبشرة بقدوم وافد جديد إلى الكوكب... ومرة أخرى بل هي المرة الألف.. وليتها كانت الألف.. وأنا أحتفي.. بالمبدع البديع الدكتور علي شبيكة.. ذاك الذي برع وتفنن.. في رص الحروف.. وتشكيل الكلمات في روعة.. وبهاء.. عندما يكتب عن الحزن.. والفراق.. والبعاد والرحيل... هو ملك تصوير لحظات الفراق.. بلا منازع.. وأنه «العدسة» النقية.. الماهرة الباهرة... وهي تسجل في عبقرية الفنان... تلك اللحظات من الأسى.. والحزن.. والفراق.. بل افتراق الأحبة تحت رعب.. وخوف.. مظلة «مع السلامة».. بالله عليكم.. راجعوا ما كتبه هذا المدهش الفنان.. وهو يصور وداع حبيب.. راجعوها حرفاً... حرفاً.. وأغمضوا أعينكم.. وتخيلوا بشاعة وهول... ورعب المنظر.. أما أنا.. فلا أرى في هذه الأغنية... غير سكة حديد الخرطوم... في ذاك الزمان الزاهي.. الجميل والبديع.. وحبيب يودع الحبيب... والقطار يتحرك حاملاً معه كل الكون والذي يدور في فلكه.. هذا المودع.. عجلات هائلة تدور في تراخٍ... و«لستم» كما الوحش... يدفع تلك العجلات... ويتحرك القطار الذي لا يزحف.. على القضبان الفولاذية... بل يمشي على الكبد.. ليفرمها في قسوة... وسواق «سادي» يدفع القطار في بطء قاتل.. إجادة «لفرم» الكبد.. والدماء تتدفق.. تسيل... في تجاويف الصدور... وعيون المودع جاحظة.. ترقب القطار في ذهول.. حتى يختفي بعد «عذاب» دامٍ في نفق المسلمية... صديقي... دكتور شبيكة.. شكراً جميلاً... من كل الذين... اصطلوا بنيران الفراق والوداع... اللاهبة... وحفظك الله لنا.. يا دكتور. لما ترجع بالسلامة لما ترجع بالسلامةüüوترجع أيامنا الجميلة يا سنا الروح ويا مداما**ويا عوطفنا النبيلة تهدي ليلاتنا ابتسامة**من زمان بنقول حليلا يوم رحيلك ياحبيبي**شفت كل الكون مسافر لا زهر في روضة غنا**ولا زهر عطر بيادر لا تلاقي يروي شوقي**لا حديث يجبر بخاطر الشهور ياريتا تجري**وكل يوم ياريتو باكر لما ترجع يا ربيعي**للقليب المشتهيكا وزي عوايدك تحتويني**رعشة من الريد إليك عيونك الضحاكة تبكي**والمشاعر فايضة بيها يا حلاتك يا حبيبى**ويا حلاة الدنيا فيك لما ترجع بالسلامة**وترجع أيامنا الجميلة يا سنا الروح ويامداما **ويا عواطفنا النبيلة تهدي ليلاتنا ابتسامة**من زمان بنقول حليلا