احتشدت قيادات المؤتمر الشعبي أمس منذ وقت مبكر للمشاركة في اللقاء التنظيمي للهياكل وقواعد الحزب بولاية الخرطوم، والذي عقد بإحدى صالات معرض الخرطوم الدولي، اللقاء الحاشد الذي أمته قيادات الصف الأول بالحزب يجسد مدى تماسك الشعبي بعد رحيل أمينه العام د الترابي . إبراهيم السنوسي الأمين العام للحزب قوبل بالتهليل والتكبير من أنصاره لحظة دخولة للقاعة ليتبارى مع نائبه د. علي الحاج في إرسال عدد من الرسائل أبرزها بأن الشعبي باق ومتماسك وقوي باعتبار أنه قائم على الشورى وعلى مبادئ وليس على الاستبداد أو السلطة، قبل أن يطلق تساؤلاً، كيف يذ وب الشعبي أو يندثر الآن طالما أنه لم يذب أيام الابتلاءات والشدة، كاشفاً عن تجاوزهم صدمة رحيل الترابي وترتيبهم لقيام مؤتمر الشورى، السنوسي توقع زيادة القائمة التي أظهرتها تسريبات بنما عن كشف لأرصدة زعماء دول وأقاربهم بأنها ستطال وتشمل رؤساء دول عربية آخرين، وبرر دعمهم ومجيئهم بانقلاب (89) بان المؤسسة العسكرية لم تكن ترفض الإسلام، وكذلك للحفاظ على أرواح قيادات الحركة الإسلامية وعلى رأسها الترابي الذي لو لا مجيء الإنقاذ أتوقع أن يكون مات مقتولاً قائلاً: "صحيح أننا شايلين الذنب معاهم، لكنا نتوقع أن السجن سيكفر عننا" وأوضح أن حزبه وضع خطة خمسينية سيسير عليها في المرحلة المقبلة، حسرة علي الحاج وانبري نائب الأمين العام للمؤتمر الشعبي د. علي الحاج مدافعاً عن نفسه عندما قال : قيادات الشعبي التي عاشت بالخارج لم تتلق أي دعم، ولم نعش عملاء، وأضاف قضينا فترة نزيهة يتشرف بها الحزب وكل السودان، لأننا لم نتسول ولم "نشحد أحد" سوى التواصل مع أحزابنا السودانية والتي لم تتجاوز تبادل المعلومات والمواقف لما بينهم من قواسم مشتركة تتطلب التنسيق فيما بيننا، وزاد اتحدى من يصفنا بالعمالة أن يثبت ذلك، مبيناً تمسكهم بالحوار الذي لبى حزبنا دعوته منذ خطاب الوثبة من خلال مشاركة الراحل د. الترابي، ولذلك ليس غريباً أن ندافع عنه فحراسته ليست بالعيب وثقتنا في الحوار كبيرة ولم تتزحزح قناعتنا فيه مضيفاً " ما عندنا عصاية نائمة وعصاية قائمة" لاننا نعرف عواقب رفض الحوار، وليس بديله سوى دمار شامل للسودان، وأبدى حسرته على المدة التي قضاها في الخارج والتي زادت عن ستة عشرعاماً، ورغم أنها قدمت له تجربة مفيدة من خلال إقامتة في دولة متشبعة بالحريات وتحترم حقوق الانسان إلا انها حرمتني من ملازمة الترابي، مما أحدثته من فجوة في نفسي قد لا يشعر بها غيري، لافتاً إلى أن بقاءه بألمانيا لم يكن طواعية، وإنما كان مكرهاً، ومضى علي الحاج قائلاً: جئت بعد أن إندثرت كل الأشياء الجميلة في إشارة لفقد الترابي، علي الحاج كشف عن زيارة له لدولة الجنوب في العام 2012 والتي قضى بها أكثرمن ثمانية أيام، الزيارة التي كانت بعيدة عن أعين الإعلام متنقلاً فيها بين مدن الجنوب المختلفة، أكدت للرجل أن انفصال الجنوب لم يكن برغبة كاملة، ودعا الحاج لعدم ذكر ما ورد في نيفاشا، بل جعلها للعظة وأخذ العبر، واثنى على ما قامت به الحكومة واعتبر التوقيع على خارطة الطريق بأنه خطوة ايجابية، ويمكن أن تساهم في ايقاف الحرب التي أرقت مضاجعهم واستنزفت موارد البلاد . نصير النساء أمين أمانة المرأة بالحزب د.سهير صلاح قالت إن الترابي ترك لهم عبيراً يكفي لمائة عام، ولذلك تقع علينا مسؤلية كبيرة والذي وصفته بانه أكبر من الشعبي. ويمثل لوحده أمه بأكملها، سهير لم تنس مناصرة شيخها لهم كنساء ووقفته مع المرأة قائلة: نحمد الله أن جعلنا ممن عاصروه وزاملوه، والذي حررنا من القيود التي كانت تطالب بجعل المرأة في الخلف، فيكفي أنه نصير المرأة، مؤكدة تمسكهم كنساء بكل مشاريع الترابي حتى يرقد في قبره مستريحاً، معلنه عن عكوفهم على الحوار الذي جلس يكتب فيه زعيم الحزب إلى أن توفاه الله .