ظلت العلاقات الروسية السودانية في أفضل حالاتها، حيث تربط البلدين علاقة أزلية، وتعتبر روسيا دعمها للسودان في المحافل الدولية له إسهامات واضحة في إحلال السلام وإرساء الديمقراطية والوفاق الوطني، وهي أكبر دولة مستثمرة في مجال التعدين عن الذهب، وتشهد الاستثمارات الروسية تطوراً مضطرداً خاصة في مجال التعدين الذي تعمل فيه مجموعة من الشركات الكبرى على رأسها شركتا سبرين وكوش، وتحظى الاستثمارات الروسية باهتمام كبير خاصة من القيادة العليا للدولة متمثلة في رئاسة الجمهورية والجهات ذات الصلة والتي تعمل على تذليل العقبات التي تواجه الشركات الروسية بالبلاد. حقائق وأرقام إنتاج السودان من الذهب يتزايد شيئاً فشيئاً وبلغ 73.3 طن في العام 2014م مقارنة ب70 طناً للعام 2013م بمعدل نمو 4.7% طبقاً للتقرير السنوي لبنك السودان المركزي، وبالرغم من دخول روسيا في مجال التعدين لا يزال التنقيب الأهلي يسيطر على مناطق كثيرة من المناطق التي تشهد إنتاجاً وفيراً من الذهب حتى أصبح الذهب مصدر دخل لكثير من الموطنين، مما دفع الحكومة لتقنين النشاط العشوائي، وقال الخبير الاقتصادي كمال كرار إن اتجاه الشركات الروسية للتنقيب عن الذهب في السودان تجسيد للعلاقات الدبلوماسية بين البلدين في محاولة من النظام لطمأنة المواطنين بأن الوضع سيكون أفضل، وأشار إلى أن إدخال الذهب مكان البترول سياسة اقتصادية خاطئة لا أساس لها من الصحة، مدللاً أن العائدات من الذهب في الموازنة تساوي صفراً، متسائلاً كيف يكون الإنتاج بالأطنان والعائدات صفراً؟.. وأشار إلى أن إحلال الذهب مكان البترول لتغطية شح النقد الأجنبي وتوفير العملات الصعبة، ومضى قائلاً سياسة شراء الذهب من المعدنين عبر البنك المركزي أدت إلى خسائر فادحة. مساهمة واضحة وحول المساهمة الواضحة للاستثمارات الروسية في مجال تعدين الذهب يقول الأستاذ بجامعة المغتربين والخبير الاقتصادي محمد الناير بعد دخول الشركات الروسية في إنتاج الذهب زاد الإنتاج، حيث بلغ 82 طناً خلال 2015 بزيادة 18% بدلاً عن 10% في عام 2014 نتيجة لتوسع الشركات الروسية والشركات الأخرى بفضل التعاون بين وزارتي المالية والمعادن عبر إنشاء بورصة لشراء الذهب من المعدنين، مشيراً إلى أن وزارة المعادن لديها جهود مقدرة في تنظيم وتقنين نشاط التعدين العشوائي من شأنه أن يساهم في زيادة الإنتاج والحد من التهريب.