أطلق البروفسير الراحل علي المك، لقب ( القانون) على برعي أحمد البشير وقال :هو قانون الكرة السودانية أي أن مايصدر من برعي من فنون الكرة هو الذي يجب أن يطبق في الملاعب. كان نجماً تتوقف حركة الناس فى شوارع أم درمان لمشاهدته, وكان تجاذب أطراف الحديث معه للمحظوظين فقط وتتصدر صوره بكل الأوضاع أغلفة المجلات والصحف, وتحمله الجماهير على الأكتاف عقب كل مباراة يلعبها.. ببساطة نجم كل المباريات التى يلعبها, وهو ما كان يجعل سيرته وقصصه فى مراوغة المنافسين تتصدر مجالس الرياضيين وغيرالرياضيين كرمز للموهبة وحكايات أشبه بالأساطير. هو برعي أحمد البشير محمد دولة من مواليد حي الركابية جوار ضريح التجاني أب أحمد بمدينة أمدرمان في العام 1932 م , تلقى دراسته الأولية بمدرسة الهجرة والوسطى بمدرسة حي العرب والثانوية بمدرسة أمدرمان التجارية والتي زامل فيها الفنان الكبير عبد الكريم الكابلي؛ عمل أولاً موظفا بوزارة الزراعة ثم تحول للعمل بوزارة التربية والتعليم معلماً بعدد من المدارس لمواد اللغة الإنجليزية واللغة العربية والتاريخ إلى أن تقاعد عن العمل بالمعاش تفجرت موهبة برعي من خلال ممارسته لكرة الشراب مع أنداده في الحي إضافة لمشاركاته في الدورات المدرسية التي كانت تقام في تلك الفترة، في العام 1948 م تسجل برعي لفريق الوطن أحد فرق الدرجة الثالثة بمنطقة أمدرمان وأستمر يلعب له إلى انضم لفريق المريخ في العام 1951 م عن طريق زميله في وزارة الزراعة حارس مرمى المريخ مصطفى حمد وتسجل معه في نفس اليوم كل من حمدي خاطر وحسن العبد ، في العام 1954 م ذهب برعي للعب بفريق الهلال حيث لعب له موسم واحد فقط ثم عاد مرة أخرى للمريخ في العام 1955م وأستمر معه حتى العام 1963 م وأختتم حياته الرياضية في العام 1964 م وهو لاعبا بفريق الهلال حيث لعب له مباراة واحدة فقط بعد خلافه مع سكرتير نادي المريخ في ذاك الوقت حسن أبو العائلة. أشتهر بلقب القانون بسبب إسلوبه العالى فى الأداء المهارى ،وكان برعي فريقا بحاله لأنه في تلك الفترة لم يكن اللعب الجماعي الحديث معروفا إذ أن كل فريق كان يعتمد اعتمادا كليا على عدد خمسة أو أقل من اللاعبين يرجحون النصر للفريق لما يمتازون به من مهارات فردية عالية ونسبة لما يمتاز به برعي من موهبة فذة فقد كان رمانة الميزان ومفتاح النصر لفريق المريخ طوال فترة لعبه ويعتبر برعي أحمد البشير من الظواهر النادرة في تاريخ الكرة السودانية وتميز بلمساته الساحرة و كان يتصرف بالكرة بعكس مايتوقع منه الجمهور الذي يصاب بالإعجاب والدهشة من جراء ذلك ولايمكن الحديث عن فلتات الكرة السودانية إلا وجاء الحديث عنه مقترنا مع زملائه الأمير صديق منزول والأسطورة نصر الدين عباس جكسا وخليفته الدكتور كمال عبد الوهاب. قاد المريخ إلى الفوز على الهلال ثمانى مرات على التوالى بداية الستينيات وتحقيق بطولة الدورى عشر مرات. بعد تأسيس الإتحاد الأفريقي لكرة القدم في العام 1956م تم تكوين أول فريق أهلي سوداني وكان القانون برعي أحمد البشير على رأس القائمة مع أفذاذ اللاعبين قرعم ، سبت دودو ، فيصل السيد ( إستيف ) ، عثمان الديم، وإبراهيم كبير ، متوكل أحمد البشير ، عصمت إبراهيم ، منصور رمضان ، الجاك عجب "كابتن"، سليمان فارس ، عبد الله عبيد الله ، عمر عثمان ، الهادي صيام ، وشارك برعي في أول مباراة للسودان أمام أثيوبيا في يوم 12/5/1956 م والتي جرت بدار الرياضة بامدرمان عند الساعة الرابعة وانتهت نتيجتها بفوز السودان 5/1 أحرز منها برعي هدفين فيما أحرز بقية الأهداف علي أحمد طه وكنتنه وعبد الله عبيد الصحفي السياسي المشهور ، واختير برعي ضمن الفريق الأهلي السوداني الذي قام بزيارة الصين والاتحاد السوفيتي ( سابقا ) في أواخر العام 1956 م ،كما شارك أيضا مع الفريق الأهلي السوداني في بطولة أمم أفريقيا في العام 1957 م.. وإرتدى شارة القيادة فى عدد من المباريات أحرز أول هدف للسودان فى تاريخ بطولات الأمم الأفريقية فى شباك المنتخب المصرى (وليس منزول كما يشاع). إنتقل إلى جوار ربه صباح يوم الجمعة الموافق 6 أبريل 2012 عن عمرٍ يناهز الثمانين عاماً بعد طول صراع مع المرض فرحل مبكياً عليه من كل أطياف الوسط الرياضي بإنتماءته المختلفة.