إن البشر يختلفون في الحياة منهم من تكون له بصمات واضحة رغم قلة السنين التي عاشها ومنهم من يمر من هذه الدنيا مرور الكرام ولا يخلد أي اثر رغم طول السنين التي قضاها فهنالك من يعيش الدنيا من أجل الحياة وملذاتها ،وهناك من يعيش الحياة من أجل غاية ومبدأ ونشر قيم، هؤلاء هم الصادقون وسبحان الله العظيم الذي جعل الصدق قيمة فاضلة بين الناس، المؤمنين منهم والكافرون، والذي جعل من الصدق مبدأ من مبادئ الوجدان السليم في الطبيعة البشرية وبطلنا اليوم هو العقيد أمن / أنس عمر محمد فضل الكريم والي ولاية شرق دارفور وحاضرتها الضعين، تولى التكليف في غرة رمضان الماضي وهو من قرية الطيارة محلية جنوب الجزيرة ولاية الجزيرة ،تلقى تعليمه الأساس والثانوي بالجزيرة ثم التحق بجامعة أم درمان الأهلية وحمل معه مبادئ العمل الإسلامي، وكان الأشهر في أركان النقاش في الجامعات، وكان خطيباً مفوهاً ومتحدثاً صادقاً، لذلك يجد الاحترام من الخصوم والإعجاب من الأخوان والزملاء وكان يحمل هم البلاد وهو ما زال طالباً بالجامعة وشارك أنس عمر في أغلب متحركات المجاهدين من المتحرك الأول كتيبة الأهوال، ولقد صقلته المعارك وخبرها وعاش ساعات نصرها وترجل بجواده ،أعز أصدقائه وأخوانه شهداء منهم العقيد / ابراهيم شمس الدين والشهيد محمد عبد الله خلف الله، وآخرون كُثر وتدرج في العمل الوطني وأوكل له الكثير من المهام الجسام ،لأننا نحسبه قوياً وأميناً وأخيراً دفع به والياً لولاية شرق دارفور وفق موجهات محددة ألا وهي بسط وتحقيق السلام والتنمية، لأن من عاش الحرب وتجرع مراراتها أقدر على صنع السلام والتنمية، انتقل العقيد أمن / أنس عمر الى شرق دارفور والياً في لوحة تعبر عن وحدة السودان، وعن القومية والوطنية، استقبل في حاضرة الولاية الضعين استقبالاً مفعماً بالأمل، وطاف على محلياتها المختلفة ابو كارينكا – بحر العرب – ياسين – شعيرية والتقى بأعيان الكثير من القبائل الرزيقات، المعالية، البرقد، بني هلبة، المساليت وشرع في التنمية، وفي وقت وجيز استطاع الأخ الوالي وقيادات الولاية من قوات نظامية وقيادات تنفيذية وسياسية ،في تنفيذ خطة إعمار الولاية فنالوا ثقة المواطنين لأنهم لامسوا أشواق الناس للأمن والسلام، حيث دارت عجلة التنمية، وانشئت جامعة الضعين بكلياتها المختلفة، ومطار الولاية، وشيد مبنى حكومة الولاية، ومبنى الإدارة الأهلية والعديد من مقار الوزارات وتأهيل مستشفى الضعين وتوفير إسعافات بالمحليات، وتم حفر عدد من الآبار مياه الشرب والحفائر، وسفلتت الطرق، وإنشاء ميدان المولد، واحتفل بمولد المصطفى صلى الله عليه وسلم بزفة كبيرة جابت أرجاء الولاية ،وعمل على الحفاظ على النسيج الاجتماعي، وقام بتدريب الكوادر والواجهات المختلفة مثل الشباب والإدارة الأهلية والمرأة وأعضاء المجلس التشريعي، وابتعث العديد منهم لولاية الخرطوم لمزيد من التدريب والتأهيل، فبذلوا جهد اًمقدراً والتحم الوالي وقيادات الولاية مع الناس ،مشاركاً في الأفراح والاتراح وواضعاً الرجل المناسب في المكان المناسب، وأحبه أهل ولاية شرق دارفور والتف حوله الناس داعمين برنامج الحكومة، وشهدت الولاية الاستقرار والأمن الذي انعكس على حياة الناس في الزراعة والرعي والتعليم والتجارة والصحة . ولأن تجار الحروب وقطاع الطرق من المجرمين لا يريدون لبلادنا الاستقرار، ولا يعجبهم السلام ولا التعمير، استهدفوا الأخ الوالي، ولكن ما عرفوا أن التحديات تزيد من عزيمة المجاهدين وأن (الممطورة ما بخوفوها بالرشاش»وأن ولاية شرق دارفور إن شاء الله موعودة بالخير الكثير في عهد الوالي المجاهد أنس عمر.