وأنا أقلب القنوات الفضائية الجمعة الماضية استوقفني برنامج في أحداها غريب في فكرته وإعداده وإنتاجه، وتأتي غرابته هنا في أنه لا يشبه عاداتنا وتقاليدنا السودانية الأصيلة النابعة من الدين الحنيف، ولست أدري كيف فات على علمائنا هذا البرنامج، والذي يدعوا صراحة الى نشر ثقافة السفور والفجور.. وأناهنا لست في مقام الداعية بقدر ما أنني مهتم ومراقب لكل ما من شأنه أن يتغلغل بالقنوات الفضائية بحكم التخصص، دعونا نعود للبرنامج موضوع المقال.. فيبدأ البرنامج بمقدمة ضافية تبعها مباشرة تناوب عريس وعروس في سرد علاقتهما ببعضهما البعض، وهما على مشارف الزواج، ومن ثم التطرق لأخلاق كل منهما وكيفية الاختيار ومدة العلاقة بينهما (بالذمة دة كلام ده) ورويداً رويداً انتقلت الكاميرا الى مسرح الصالة المختارة لإقامة الحفل ومافيها من تجهيزات و.... و..... تبع ذلك الانتقال للكوافير، وهنا تبدأ الفتنة حيث يتم تصوير العروس في كل مراحل عمل المكياج بصور وزوايا مختلفة، وكأنها ممثلة في مدينة الإنتاج الإعلامي تتهيأ لاداء دور من الأدوار في أحد الأفلام، حتى مراحل التصوير بالزفاف المراد إظهاره في الحفل، تتم بذات الطريقة وهناك مرحلة تشبيك الدبل بكسر( الدال) وتشابك الأيدي مع بعضها البعض... يعني الأمر وصل لدرجة غير معقولة وغير مقبولة، والبعض كالبلهاء يمعنون النظر بل وبعض النساء كمان يعلقن تعليقات لا تخرج من ذات السياق، مع ملاحظة وجود الأبناء والبنات القصر.. اتقوا الله ياهولاء فبرنامج كهذا لا يصلح بأن يبحث بهذه الطريقة، فمامن فائدة يجنيها المشاهد من هكذا برنامج، سوى المزيد من صب الزيت على النار، وهي دعوة صريحة للتمرد على الأخلاق الفاضلة والعادات النبيلة.. وفي تقديري هو بداية مشوار (الودار) والمشوار يبدأ بخطوة كماهو معروف، فاليوم تستهل هذه المشاهد وغداً مشاهد أخرى أكثر سخونة وبعده.... وبعداً... حتى يكتمل المشوار وتكتمل الصورة وياعزيزي أنا مابفسر وأنت ماتقصر.