بعد أن وجه مساعد رئيس الجمهورية موسى محمد أحمد بضرورة مراجعة الخارطة الإستثمارية بالبلاد، واستمرار هروب رؤوس الأموال والمستثمرين المحليين الى تركيا ومصر واثيوبيا، ظلت وزارة استثمار ومفوضية تشجيع الاستثمار تبحث عن استثمارات أجنبية من خلال وضع تسهيلات الى المستثمرين وجلب رؤوس الأموال، في العام الماضي تمت هيكلة صندوق الاستثمارات والتنمية السعودية برئاسة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، والذي ركز فيه على ثلاثة محاور، ازدهار الإقتصاد وإعادة حيوية المجتمع ورفع سقف الطموح، ومن هنا بدأ التوجه نحو السودان بغرض الاستثمار الزراعي فيه والذي بلغ حوالي 10ملايين دولار، فضلاً عن توظيف العديد من السودانيين، وتدفق الأموال للاستثمار الزراعي.. والجدير بالذكر أن المستثمرين السعوديين بلغ عددهم 196مستثمراً . المرتبة الأولى: ومن جهته أكد سفير السودان لدى المملكة عبدالحافظ إبراهيم أن الاستثمارات السعودية الزراعية في السودان، تحتل المرتبة الأولى، وتساهم في النمو الزراعي للدولة، مشدداً على أهمية تعزيز الشراكات الاقتصادية بين البلدين الشقيقين.. وقال إن هناك مساعي مبذولة في المجالات الاستثمارية من قيادة البلدين، وأبدى تفاؤله بالوصول بالعلاقات إلى تكامل زراعي وغذائي، وأضاف أن القيادة في البلدين تحرص على تعزيز التعاون بين البلدين، من خلال تشجيع القطاع الخاص للإطلاع بدوره في دفع مسيرة التنمية الاقتصادية في السودان، وذلك بالاستفادة من فرص الاستثمار المتاحة في المجال الزراعي. ونوه إبراهيم إلى زيادة إقبال المستثمرين السعوديين للاستثمار الزراعي في بلاده خلال هذا العام. مشيراً إلى زيارات المسؤولين في مبادرة الملك عبدالله للاستثمار الزراعي لعدد من الولايات السودانية خلال الفترة الماضية، مؤكداً جدية المملكة في مسألة تحقيق الأمن الغذائي للبلدين. نقلة نوعية: حول رؤية السعودية 2030 كشف وزير الزراعة بالبلاد ابراهيم الدخيري، أن رؤيتها تعتمد على جزء من الاستثمار الزراعي في السودان، معتبراً إياها نقلة نوعية في مجال الإقتصاد ككل، مشدداً على ضرورة تعميق الدراسة بحيث تكون انموذجاً للعالم ووفقاً لمستجدات الواقع، وعبر الدخيري عن استعداد البلاد لدعم الرؤية باتاحة امكانياتها الزراعية أمام الاستثمارات السعوداية، حتى تكون دافعة لمزيد من التعاون الاقتصادي، منوهاً الى أن السودان يمتلك مورداً زراعياً كبيراً في الأرضي الزراعية الخصبة والمياه الوفيرة، وما يملكه من خيرات زراعية، وابدى حاجة بلاد الى رؤوس الأموال التي تمتلكها السعودية للاستثمار الزراعي. تحذير من الوسطاء: حذر السفير عبد الحافظ في تصريحات عقب لقائه الدكتور فهد بن عبد الرحمن وزير الزراعة السعودي في الرياض المستثمرين الذين يرغبون في استثمار أموالهم في أنحاء السودان، عدم التعامل مع الوكلاء والوسطاء والتعامل مع الجهات ذات الصلة، وأشار أن وزارة الاستثمار ومفوضية الاستثمار وضعت كل التسهيلات اللازمة للاستثمار الزارعي السعودي في السودان. علاقة تاريخية حول الانفتاح الاقتصادي السعودي للاستثمار في السودان.. قال الكندي الخبير الاقتصادي: إن العلاقات السودانية السعودية علاقة راسخة من عهد علي دينار، حين كان يرسل كسوة الكعبة امتد طبيعة في التاريخ الحديث، والشاهد على تقوية العلاقات توجه المملكة الأخير نحو الاستثمار الزراعي وتمثيل السعودية للعالم الإسلامي في السنوات الأخيرة، لتوفير الأمن الغذائي عبر اتفافية منطقة التجارة الحرة الكبرى، التي تضم 19 دولة عربية لتشجيع التجارة، ودخول رؤوس الأموال وتوحيد الرسوم الجمركية تحت صفر، وبعد مؤتمر الرياض الذي اطلق فيه الرئيس المشير عمر البشير مبادرة السودان للأمن الغذائي لإنتاج الغذاء للوصول لاكتفاء الذاتي، وتوفير 20ألف طن من القمح وحوالي مليون رأس من الضأن للعام.. وأشار الى توجيه الملك عبدالله رجال الأعمال السعوديين للاستثمار في السودان، التركيز على إنتاج الحبوب والخضروات والأعلاف. خطة بديلة: قال بروفيسور صلاح الدين قرناص الخبير الزراعي: إن السعودية بدأت في الخطة البديلة للتخفيف من الضغط على النفط بادخال موارد بديلة محل النفط، منها الاستثمار الزراعي في السودان، تعتبر السعودية ثاني دولة مستثمرة بعد الصين في السودان لأن السودان دولة مؤهلة لتحقيق الأمن الغذائي، وتأتي ضمن ثلاث دول لتحقيق الأمن الغذائي بعد الصين واستراليا.. مشيراً الى أن موارد السودان ماتزال باكرة تقبل الاستثمار المحلي والخارجي، وهذا يتفق مع شعار السودان سلة غذاء العالم العربي والأفريقي، للاستفادة من الموارد المتاحة والأراضي الخصبة وتوفر الأيدي العاملة.