دينق ألور أطلق صرخته الأولى في العام 1953م في إحدى قرى منطقة أبيي المتنازع عليها بين دولتي السودان والجنوب، يعتبر من المقربين للزعيم الروحي للحركة الشعبية الراحل د. جون قرنق دي مبيور، والذي تطورت به علاقتة لما لعبه دينق من دور كبير مع العالم الخارجي، واستطاع استقطاب دعم للحركة، وبالرغم من ذلك فإن الجنوبيين في بداية انضمامه للحركة الشعبية كانوا يعتبرونه شمالياً، ليس لشيء سوى أنه من مواليد أبيي، ومن هؤلاء جون أوكيج القيادي بالحركة الشعبية، حيث كانت تربيته ودراسته كما يقول عنه المشرف السياسي للمؤتمر الوطني بابيي زكريا أتيم، مما جعله متمسك بقضية أبيي إلى أن أوصلها لمحكمة لاهاي بسبب تحركاته، ويصفة أتيم بأنه كان شخصاً انفصالياً، لكنه يرى أن اختيار دولة الجنوب لدينق في ذلك التوقيت لتولي دفة حقيبة الدبلوماسية أكبر من قضية أبيي، أو لأنه من المنطقة المتنازع عليها، وبالتالي منحها له كمكافأة له، ولكن للاستفادة من علاقاته وإعادة الدور الذي كان يمارسه في السابق، باستقطاب الدعم والتعاون للدولة ككل، وتوقع أن يساعد في تحسين العلاقات بين البلدين، فهو أصبح أكثر مرونة بعد تغيير نظرته للسودان، بعد أن وصل لقناعة بأهمية السودان بالنسبة للجنوب، وهي نفس النظرة التي تغيرت عند الرئيس اليوغندي يورو موسفيني التي لم يتوقعها أحد، وهو يتحدث بلغة ايجابية تجاه السودان، أتيم يصف ألور بالرجل الصبور وطويل البال ويمتلك قدرة على تناسي المرارات، والذي ظهر من خلال ركل كل الاتهامات التي وجهها له سلفاكير ميارديت، في وقت سابق بأكل أموال الجنوب، واتهامة له بالفساد، وفتح صفحة جديدة مع الرئيس سلفا، ألور الذي اختار أن تكون شريكة حياته بعيداً عن الشمال والجنوب، ويتجه نحو الجارة أثيوبيا، ألور الذي يمثل رمزاً من رموز الحركة الشعبية، دخلها منذ أن كان يدرس اللغة الإنجليزية في كلية الآداب بجامعة القاهرة، وصعد نجمه في الحركة حتى أصبح وزيراً لرئاسة مجلس الوزراء، ثم وزيراً للخارجية في الخرطوم . فلاش باك ألور الذي ينوي هذه الأيام زيارة للخرطوم عقب تشكيل الحكومة الجديدة في الجنوب، والتي تولى فيها حقيبة الدبلوماسية لمناقشه عدداً من الملفات تأتي في مقدمتها اجتماع اللجنة الأمنية المشتركة، بحسب حديث سفير دولة الجنوب بالخرطوم ميان دوت ل(آخر لحظة) الذي وصف تولي ألور للمنصب بأنه لا يخرج من تقديرات لحكومة دولته، واستبعد أن يقوم بلعب أي دور بمعزل عن ما تقرره حكومة الجنوب لإثبات أن اختياره ليس له علاقة بكونة من أبناء أبيي المتنازع عليها، ولكن مع ذلك يبقى تجديد تكليف ألور بحقيبة الخارجية، والاحتفاظ به في التشكيلة الوزارية الجنوبية مؤشراً على تمسك جوبا بتبعية أبيي، بالرغم من موافقتها على اعتبارها شمالية مؤقتاً، وإن كان ألور لا يعتبر نفسه شمالياً، ويشاركه كثير من رفاقه ذات الاعتقاد، ولكن بالنسبة للبعض وخاصة أولئك المقربين من تفاصيل سيرته، سيبقى هو ذلك الشمالي أحمد اللار، وإن اعتبر آخرون ومن بينهم ألور نفسه، إنه جنوبي ولم يمثل الشمال في حياته سوى يوم حزم أمتعته وغادر دبلوماسياً بسفارة السودان في نيروبي، ولكن سرعان ما غادرها إلى الغابة جنوبياً وضابطاً برتبة نقيب في الجيش الشعبي، بات منذ سفره إلى مصر مطلع السبعينيات عضواً في تنظيم جنوبي يسمى (سوسا)، ودخل في تنظيم سري داخل (سوسا) يسمى (جاواما)، تجمع فيه أبناء جوبا، واو، ملكال، وتزعمه جيمس واني إيقا. روح التمرد لكن ألور، قبل أن يتلقى تدريباً عسكرياً في الجيش الشعبي، ويتخرج فيه عام 1984م ضابطاً برتبة نقيب، درس بمدرسة المجلد الأولية، حيث أطلق عليه مديرها اسم أحمد، لكن دينق نفسه ذكر في لقاء تلفزيوني معه بعد توقيع اتفاقية نيفاشا وأصبح وزيراً أن أول احساس أحسه بالتهميش، وكان منطلقاً لتساؤلات كثيرة دارت بنفسه أنه عند قبوله بالمدرسة الأولية، ومعه ثلاثه جنوبيين، وعند التعارف في أول حصة عرف نفسه بأنه دينق ألور، فما كان من المعلم أن قال له "من الآن اخترت لك اسم أحمد، وطلب من بقية الفصل أن ينادوه بهذا الاسم، ثم ذكر دينق ألور أن هذه الواقعة هي التي بذرت فيه روح التمرد منذ أن كان صغيراً. إرتداد المهندس الطيب مصطفى رئيس منبر السلام العادل لا يرى في الرجل سوى أنه صاحب العداء والشر، لما يضمره للشمال لما في مخيلته من مشروع ما زال قائماً ويحلم في إعادتة من خلال الحركتين التي تشهر السلاح في وجه السودان، ومضى الطيب قائلا أتوقع أن يصبح ألور (خميرة عكننة) بين البلدين وممارسة الدور الأسبق عندما كان وزيراً للخارجية في فترة اتفاقية السلام بين الحركة الشعبية والسودان من خلال العمل لصالح الحركة الشعبية وليس لكل السودان، وقطع بأن الروح العدائية ما تزال موجودة فيه، إن لم تكن ازدادت بسبب السلطة، الطيب أشار إلى ارتداد ألورعن الدين الإسلامي عندما كان في السنه الدراسية الأخيرة في جامعة القاهرة، عكس ما كان يقرأ التربية الاسلامية وقام بامتحانها في الشهادة السودانية من مدرسة ود مدني الثانوية وتفوق فيها . عداء فطري ويقول الطيب أن ألور لم يعمل يوماً لمصلحة الدبلوماسية السودانية، عندما كانت الحركة الشعبية شريكة للمؤتمر الوطني في الحكم بعد اتفاقية نيفاشا، وكان هو على رأس الدبلوماسية السودانية، وذهب الطيب أبعد من ذلك عندما قال إن ألور كان يحرض الولاياتالمتحدةالأمريكية للضغط على الحكومة السودانية التي كان هو وزيرها، لما له من عداء فطري مع السودان، وإنه من كان يضغط على قرنق لتضمين المناطق الثلاث في اتفاقية السلام، ويضيف أن لألور مشكلة مؤجلة مع السودان لم تفتح بعد، التقى العديد من الزملاء خلال دراسته في مدني الثانوية أبرزهم ذاك الزميل القديم الذي قابله في أروقة مفاوضات السلام ليجلس في ذات طاولات التفاوض مع زميل المدرسة القديم سيد الخطيب.