غادرنا كالنسمة الخريفية العابرة، التي تدغدغ الحواس هنيهة ثم تزوي وتذوب مستصحباً هدوءه المعتاد.. مخلفاً ألقاً وأماني سراب بحلم العودة الذي لا يفارق الخاطر ولكن هيهات هيهات من مات وقبر لا يعود إلا بنذر من سجاياه وطيب معشره، وحتى هذا لا يفي بحقه. أخي وابني وصديقي سمعة أبو السباع كما كنت أخاطبه دائماً.. كنت أرى فيه جميع مفردات وصفات الصلات الإنسانية والقرابة .. الأمر الذي لم انتبه له صلة النسب والمصاهرة التي تربطني به حتى رأيت شقيقته)زوجتي( ثكلى حاسرة الرأس تندب شقيقها حينما فوجئت بنبأ رحيله المر.. امتاز الفقيد الغالي بسعة الأفق والهدوء .. وطوال مشوار حياته لم يُر ثائراً أو حانقاً أو غاضباً من أحد.. وكان يميل دائماً الى الحلول التوافقية بين المختلفين من زملائه وزميلاته، مهما عظمت عند اللجوء إليه دائماً ما يؤدي دور حمامة السلام. دكتور إسماعيل يحيى إسماعيل مضى سريعاً كالفارس النبيل الذي امتطى ركام السحاب، واختفى خلف الأفق.. مخلفاً سيرة عطرة تملأ الأرجاء بأريجها الفياح. خالص العزاء لكريمتيه المكلومتين دكتورة رقدان ودكتورة رزان ولنا جميعاً.. إنا لله وإنا إليه راجعون..