شعر: محمد حسن عبدالجليل يا ويح الزمان المحزون نعيبه وما زماننا سوي بري فعلام يُعاب ليت ذا الزمان ناطقاً لثار مغتضباً علينا بركان جم الهياج والسباب *** *** *** *** خرجت والأحزان خلفها فقد جثم فقرٌ مخيماً على ديار الأهل والأحباب خرجت والأيام ثكلي بالأنين نائحات تنعي الوري فبأي ذنب تتجرع العذاب لو تدري ما بالزمان ما خرجت أناس يمسون بالغدر جناة بوادهم ذئاب *** *** *** *** تلك غانية ماس قدها .. للعيون سحر يسبي القلوب آسر للألباب في ثوب الحياء تجسدت خلائقها روح شمائل تألقت عفاف وآداب مشي التواضع رزان كللها انها لم تذر بالجبال ولن تخرق التراب جاءت إلى السوق تصون عفتها زهرة فاحت ربيعاً في مقتبل الشباب جاءت والهموم بحار تُحاصرها وسفينة الأهوال تغالب الريح بلا عباب سفينة لو سارت حطمتها امواج الدهر الخؤون بالأحزان مجيئهً تمخر وذهاب *** *** *** *** انسكب الدمع على الثري وهي جاثيةً تجتر الأشجان و على القلب الاكتئاب رفعت الأكف تبتهل الى الإله تضرعاً وحولها صومعة الآمال كأنها محراب قالت رباه هكذا أوجدتني وبيدك الأمر بين ولن يخفي عليك المصاب حياتي غيهب اتهجد في محرابه نورك ايمان على قلبي يا وهاب يا رب يسر أمري وفرج كربتي و أعنٍّي بيدك الخير وتهون الصعاب رباه إن كنت تريد لي بقاءً وعفةً أحفظي يا من يحي القفر اليباب *** *** *** *** لم يبق في الزمان غير همز ولمز اوهام من الظنون ظللها العتاب جئت وأخي الصغير بينة أمامي أشد به أزري خوفاً من الارتياب جئت والطموح مقبور وأد في دواخلي موتُ وبموت آمالي تعدد الأسباب *** *** *** *** قالت يا معشر الأكرمين أفتحوا قلوبكم بئس الفعال عنوة أن توصوا الأبواب هيهات .. هيهات ضاع ما بالقلوب أين المكارم وصفو الوداد يا أصحاب يا من ارتضيتم الكبرياء فعلام الظنون هل بفتاة مثلي عفافاً على حالها تُعاب *** *** *** *** رمتُ خيراً ازود به حياض عفتي فلماذا يا أخوتي الذهول والأعجاب قالوا خيفة يا أختاه لا عار عليك فمن أين يا سليلة الطهر والأنساب قالت من قوم ناموا بالطوي وحولهم من نام بالتخمة وملذات الشراب لهم الخير شبعوا ثم جاعوا فلا رحمة في الحياة كان المصير فناء وخراب *** *** *** *** قال سائل منهم و الفضول يساوره أم بالأسي فؤاده ينبض حسرةً ذاب أختاه تفطر القلب وغاص في بحر من الدموع ينهمر مزناً من السحاب أختاه في مهد ولدت وأي عالم كنت فيه موقعاً كنت من الأعراب قالت هبطت ملاكاً على مدارج ظعينا يوماً وبها موطني و رحاب نحيا في ظل والد رحيم أسوةً زانته الحياة وتوالت عليه الأتراب قال في أي المناهل زودت علماً تبسمت عزة جامعية على الأعتاب احمل مشعل العلم ذخراً للأوطان يشع يراعي فكر وصديقي كتاب احطم قيود الجهل أبتغي المعالي أن الجهل ظلام علي البقيعة سراب *** *** *** *** عادت وستأتي الي موعدها لهفة كما تتوق فرحة الي وكنتاها الأسراب جاءوا اليه بعد هنيهة يتهامسون خلسة يتغامزون خلتهم من معشر الأقراب جاءوا وقد تعزرت رؤي الأبصار عميت القلوب وغشاها الضباب جاءوا يتوسلون دعها زهرة تفوح على الرياض مغانماً لنا واكتساب دعها قسراً الى جوارك و ما عليك سوي طاعتنا وعلينا الدنانير والحساب عسي في أمرها مآرب لنا بئس العدالة تُرجي من حكم شرعه غاب *** *** *** *** لم أدر يا زمان كيف البقاء والقوم عيشهم عار تعرت به الأثواب لم أدر يا زمان لماذا جاءوا ؟ لعل في الميعاد سيكون للحال جواب ستعيش وتحيا أن كتب لها بقاءً ستعيش لكن ليس من رحمة الأغراب [email protected]