ما إن تدخل إلى باحة مطار الخرطوم وعلى بعد أمتار،و على الجهة الجنوبية منه تلوح لك شركة كومون المهتمة في المقام الأول بتقديم خدمات لكبار الزوار ، ما إن تدخل إلى الشركة حتى تجد موظفون و موظفات تشيء ملامحهم على اختيارهم بعناية مقصودة ، وقد يتبادر إلى الأذهان سؤال فضولي ، من هو مالك أو مدير هذه الشركة التي تعمل في خدمة الصفوة من المجتمع, إنه يوسف محمد الحسن, شاب في مقتبل العمر ثار الجدل كثيراً حوله وحول أعماله وقد اجتهدنا لجمع الكثير من المعلومات حوله من أصدقائه والمقربين منه, خاصة وأن يوسف له العديد من الصلات المتميزة داخل الوسط الصحفي والإعلامي وهو جزء منه, حيث عمل صحافياً بالزميلة (ألوان). أم درماني المولد: ولد بالعاصمة, بأمدرمان ،درس الاقتصاد و علوم الإدارة بجامعة النيلين, وتقول المعلومات إنه من مواليد العام 1980 أو العام 1982 وتنحدر أصوله من منطقة (قوز العلم أو قوز المطرق) بولاية نهر النيل وينتسب إلى أسرة (التني) وسمي على جده الشاعر يوسف مصطفى التني.. درس الابتدائي والثانوي بأم درمان وعمل باتحاد ثانويات محافظة أم درمان ومدرسة وادي سيدنا ثم درس الاقتصاد و العلوم السياسية بجامعة النيلين, حيث التحق بالإخوان المسلمين وعمل بمكتب النشاط الطلابي بالجامعة. عمل في العديد من الواجهات الشبابية والطلابية للحركة الإسلامية, واشتهر بالحماس والنشاط وبالاهتمام بقضايا الخريجين والطلاب والموارد البشرية حيث عمل في صندوق تشغيل الخريجين ومشروعات توظيف الشباب ومكتب العلاقات الخارجية ومكتب تدريب الشباب والطلاب, ولكن مع ذلك يُعاب عليه أنه لم يكن منضبطاً تنظيمياً من خلال عدم مواظبته في المناشط الحزبية, ووصفه أحد الذين زاملوه ب (الرجل القلق والمستعجل). صحفي طموح: ظل يكتب مقالات وأعمدة صحفية بالعديد من الصحف ابتداءً بصحيفة ألوان التي التحق بها فور تخرجه من الجامعة وبعدها كان يكتب عموداً منتظماً بعنوان (إشارة لبيب) ومحرراً لصفحة منوعات سياسية بعنوان (رحيق الأوراق), ويتردد أن يوسف استفاد من كتاباته في بناء علاقات واسعة مع المسؤولين كان طموحه أكبر من حدود مكتبه ذي المساحة الصغيرة الكائن بعمارة الفيحاء و الذي بدأ به عمله الخاص الذي كان قريباً من مجال الإعلام وعمل على تطويره حتى أصبحت مجموعة شركات بدأت من كومون للخدمات الإعلامية في العام 2006 ابتدرت نشاطاً إعلامياً وخدمياً كانت أبرز منتجاته وكالة كومون الإخبارية بالرسائل النصية وسلسلة (معالم ووجوه) التوثيقية التي رصدت ووثقت للكثير من الأحداث والشخصيات في البلاد منها رئيس الجمهورية ونائبه الأول وقتئذ علي عثمان إلى جانب إصدارات متنوعة ورقية وصوتية وتلفزيونية منها التجنيد القسري للأطفال وكتاب وفيديو حول بطلان قرارات المحكمة الجنائية وبعد ذلك تعددت أعمال الشركة في مجالات الخدمات والإنشاءات وحازت على العديد من المشروعات في ولايات جنوب وشمال دارفور والنيل الأبيض والجزيرة وبورتسودان التي قامت شركة كومون بتنفيذ أولى مشروعاتها التطويرية في المطارات, ومن ثم دخلت الشركة صالات مطار الخرطوم موضع الجدل الحالي. تمدد وصلات: بنى يوسف شبكة علاقات جيدة في الوسط السياسي والتنفيذي والصحفي بحكم مواقع عمله السابقة, ويقال إنه اكتسب خاصية التواصل مع أستاذه حسين خوجلي ، ولديه صلات جيدة بالكثير من النخب السودانية خاصة بالخارج, وربما لذلك أسندت إليه بعض مهام تنظيم ملتقيات ومؤتمرات الخبراء والإعلاميين السودانيين بالخارج وكان مقرباً من بعض المؤسسات الهامة مثل رئاسة الجمهورية ووزارات مجلس الوزراء ، الخارجية ، العدل وجهاز المغتربين، ومفوضية الشئون الإنسانية في عهد مولانا أحمد هرون. هنالك الكثير من المآخذ على يوسف داخل المطار فالبعض يرى أنه يتدخل في أعمال لاتخصه ويدعي أنه يملك حلولاً لكافة مشاكل المطار ويعتد برأيه جداً في كل الاجتماعات والمناسبات التي تجمع الوحدات والشركات بالمطار ، وقد شهدت فترة عمل الشركة بالمطار العديد من الخلافات والمصادمات مع شخصيات ومؤسسات هامة. حاجز معنوي: بالرغم من ملامحه المريحة لوجه الشاب إلا انها لا تبوح بما يكنه في داخله لأنه يميل إلى الغموض والتكتم بينما يرى البعض أنه واضح إلى حد معقول ولكنه يتعامل بالقاعدة الأمنية ( المعلومة على قدر الحاجة) ولعل هذا مايفسر قول البعض أن الرجل وثيق الارتباط ببعض الأجهزة المعلوماتية السرية والخاصة ، فهو لايميل إلى الاختلاط غير المبرر بالناس وخاصة الذين لا يعرفهم, وحرصه على وضح حاجز معنوي بينه و الآخرين ومعروف عنه اهتمامه بالتاريخ وإعجابه بالشخصيات المؤثرة في العالم ولايخفي إعجابه بشخصيات عالمية مثل جون كنيدي الرئيس الأمريكي الأسبق ومهاتير ومانديلا وغيرهم. كما عرف عنه اهتمامه الشديد بمظهره ، ويقول عنه البعض بصوت هامس إنه يُحسن اختيار لبسه و ارتداء ربطات العنق و يميل أحياناً إلى ارتداء الكاجوال المنسق بعناية فائقة، وذلك يعود لحبه للأجواء الفخمة التي انعكست على مكتبه الذي يقول أحد زواره إن تفاصيل ديكورات المكتب غير مسبوقة. فيدرالية كومون: منذ العام 2010 انطلقت سيرة كومون على ألسنة العابرين بالمطار وأكثرهم من كبار الشخصيات في مقدمتهم رئيس الجمهورية ، وبعضهم يمدح وبعضهم ينتقد ولكن جميعهم يؤكدون أن هذه الشركة تعمل بنظام مختلف يبرر أحد شباب كومون فضل حجب اسمه أن صرامة يوسف في العمل مفهومة بقوله " هو زول بتاع شغل " واصفاً أساليبه الإدارية بالاختلاف عن غيره من خلال حبه للإبداع و المبادرات بجانب جرأته في اختراق السوق و ميله للمغامرات المدروسة فيه وحرصه على العمل المتواصل ليلاً بنهار ، موضحاً أن الرجل بشكل عام يهتم بالدراسات والبحوث والتجارب المنافسة.. أقامت شركة كومون احتفالاً فخيّماً بمناسبة نيلها لجائزة أوربية في الجودة والتميز المؤسسي وقد شهد الحفل الكثير من نخب البلاد ورموزها, ويقال إن هذا الحفل كان بداية الانتباه والتصويب والبحث حول كومون وأعمالها وأموالها زواج أسطوري: اختار ضيفنا "علياء" كريمة السفير د. كرار التهامي لتشاركة حياته وأنجب منها ابنته الوحيدة ، أحدث زواجه في عام 2014 ضجة في أوساط المجتمع و الإعلام حتى وصفه البعض بالزواج الأسطوري, حضره لفيف من رجال وقادة الدولة الذين اجتمعوا في مسجد المطار الذي تمت فيه مراسم عقد القران في سابقة كانت هي الأولى من نوعها وربما الأخيرة: صحافة وبرلمان: يتهم يوسف بأنه يتقرب من الصحفيين وخاصة المشهورين منهم, حتى أنه أسقط الرسوم الخاصة بمرور أحدهم بصالة كبار الزوار بجانب خدمات وصفها الصحفي بالمدهشة من خلال عموده, و لكنه لم يخفِ توجسه من الخطوة وجعلته يبتعد عن صالة كبار الزوار خلال أسفاره المتعددة ، هذا ما أكده البرلماني محمد الحسن الأمين في حديثه ل(آخر لحظة ) حينما اعتبر أن الإعلام قد رضع من ثدي كومون لذلك غض الطرف عن مخالفاتها القانونية متهما إياها بالفساد ، ومع ذلك يقول صحفي معروف إن يوسف يقدم بعض الخدمات للصحفيين بحكم صلته القديمة بالوسط الصحفي وإنه ظل وفياً لعلاقاته.