حرس الخليفة.. هو الديوان الجديد للصديق الشاعر الكبير الأستاذ الفاتح حمدتو، أحد شعرائنا الكبار وأحد الناشطين في الحركة الثقافية داخل وخارج حدود الوطن، وأحد المؤثرين في الحركة الفنية كملحن ومؤلف وشاعر منذ عقود من الزمان.. الأمر الذي دفع بطوائف الأدباء والمبدعين اختياره أميناً عاماً لاتحادهم- الاتحاد العام للأدباء والكتاب السودانيين - وقبل ذلك أحد ضباطه في الدورة السابقة، إلى جانب أنه من أنشط عناصر شعراء الأغنية في السودان، ويعيد إلى الأذهان جيل عبد الرحمن الريح والطاهر إبراهيم والسر أحمد قدور الذين لا يكتفون بتأليف الأغنية، بل وتلحينها وتقديمها جاهزة بنوتتها الفنية والموسيقية.. ومن أشهر من غنى له من الشباب معتز صباحي ورائد ميرغني والفنان الكبير مجذوب أونسة، وفنان الشباب المتميز نادر خضر الذي يكاد يكون هو ومجذوب أونسة ثنائياً فنياً مع الشاعر الكبير. والفاتح حمدتو ينتمي إلى أسرتين كبيرتين، أسرة الزعيم إسماعيل الأزهري أبو السودان الذي زُرعت محبته في كل القلوب، وآل حمدتو الذين قدَّموا للوطن الكثير في كل المجالات، ولعل رائده في مجال الفن والأدب والشعر عمه الشاعر الراحل المشهور طه حمدتو الذي قدم العديد من الأعمال الخالدة ومنها «الوسيم» التي يتغنى بها عميد الفن أحمد المصطفى، والعديد من روائع إبراهيم الكاشف «أبو الفن» وغيرهم من كبار الفنانين- فهناك أسر كثيرة أسهمت إسهاماً كبيراً في حركة الفن والأدب والشعر والثقافة في الوطن.. وفي طليعة هذه الأسر آل حمدتو وآل السراج وآل قدور وآل شخيب وأل المجذوب بني عمومتهم وآل التجاني يوسف بشير الكتيابي وآل شبيكة وآل هاشم الهاشماب وآل الصلحي وغيرهم من الأسر التي قادت الحراك الأدبي والثقافي في بلادنا. ü وصلة الشاعر وانتماؤه إلى بيت الزعيم الأزهري وجذور الأسرة البديرية الدهمشية، هي التي قادته لأن يكون ديوانه الأول منذ سنوات بعنوان «هل زمان الحزن جاء» والذي صادف رحيل الزعيم الشاب فقيد الوطن السيد محمد إسماعيل الأزهري.. وهو ديوان فريد حاز إعجاب وتقدير أهل الأدب والشعر في أكثر من مؤتمر ولقاء خارج الوطن وداخله.. أما ديوانه الأخير «حرس الخليفة» والذي أصدره- من القاهرة- في النصف الأول من هذا العام، فهو حدث أدبي كبير يضاف إلى بقية إنجازاته ودرتها التي زيَّنت أمسيات المسرح القومي، وأعنى بها «بانوارما أم درمان» التي أبرزت إلى جانب مقدرات الشاعر الشعرية والأدبية مقدراته الفنية الأخرى.. التحية للشاعر الكبير الفاتح حمدتو.. وآمل أن تكون لنا سياحة في مؤلفاته الأخرى..